كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
الدلائل على إبطال الشرك، فوخه نفسك للإسلام الحنيف الذي هو
الفطرة، فذلك هو الدين القيم الصحيج دون غيره، إذ المقصود من الكلام
بيان فضيلة دين الإسلام على سائر الأديان بَلْهَ دين الجاهلية، ويكون
الكلام جارياً على عادة بلاغة القرآن من تذييل الأغراض الجزئية بالدلائل
الكلئة المبرهنة على الأغراض! السابقة وغيرها، على نحو قوله تعالى:
" وَإيئِ اَعْسَأَ" ضَافَت مِن بَغلِهَا! وزا أَؤ إِغيَاضحا فَلَا جُنَاحَ عَئهمَا أَن يضحلِحَا بَتببهُمَا
صُحقحا وَاَلصحلح ضإ "] النساء: 128،؟ فالتعريف في " وَاَلصُّلح ضَئرٌ "
تعريف الجنس، والمقصود منه: بيان انّ جميع أحوال الصلح خير، وأنّ
منه الصلج الذي يقع بين الزوجين.
ويعضد هذا التفسيرَ الحديثُ الصحيحُ: أنَّ رسولَ اللّه! ب! قال:
"يولد الولد على الفطرة؟ فأبواه يهؤدانه، أو ينضرانه، او يمخسانه " (1)،
فتراه قال الفطرة بالتهويد والتنصير والتمجيس، دون الإشراك. واليهودية
دينُ توحيد، والنصرانية يقول كثير من طوائفها بالتوحيد على اختلافٍ في
بيانه وتقريره، فلو كان المرادُ من الفطرة خصوص التوحيد، لكان الاولى
أن تقابَل بالمجوسية وبشرك الجاهلية.
الاَن استتمت لنا أنَّ مراد اللّه بقوله: " فَآَقِصْ وَتجهَكَ لِلدِّينِ! و] الروم:
30، هو دين الإسلام بمجموعه في عقائده وتشريعاته، وأنَّ هذا الدين هو
الفطرة، ثتمَ إئك لتسمع كثيرأ من العلماء والكتّاب يصف الإسلام بأنّه دين
الفطرة، غير أئك تجد أكثرهم لا يغوص على هذا الوصف ولا يبلغ إلى
الغاية التي لأجلها وصَفَه به، فلا جرم أن كان حقيقاً علينا أن نفيض في
بيانه ".
(1) أخرجه بنحوه مالك والشيخان.
125