كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
"فالفطرة ما فُطر - أي: خُلق عليه الإنسان ظاهراً وباطناً، أي:
جسداً وعقلاَ؟ فسيرُ الإنسان على رجليه فطرة جسدية، ومحاولة مشيه
على اليدين خلاف الفطرة. وعمل الإنسان بيديه فطرة جسدية، ومحاولة
عمله برجليه خلاف الفطرة. واستنتاج المسبَّباتِ من اسبابها والنتائج من
مقدماتها فطرة عقلية، ومحاولة استنتاج الشيء من غير سببه - المسمَى في
علم الجدل بفساد الوضع - خلاف الفطرة العقلية. والجزم بأن ما نشاهده
من الأشياء هو حقائق ئابتة في نفس الأمر فطرة عقلية، وإنكار السفسطائية
ثبوتها خلاف الفطرة العفلي! " (1).
" ومعنى وصف الإسلام في الاَية بالفطرة اته جارٍ على ما فُطر عليه
البشر عقلاَ، فهو مقصود الفطرة. فلأجل تلبسه بدلائل الفطرة أُطلق عليه
لفظ الفطرة كانّه هو الفطرة نفسها، كما يقال: فلان عدل.
فقد استبان أن الاَية تدل على انّ جميع أصول الإسلام وقواعده
تنفجر من ينبوع معنى الفطرة، والإحاطة بذلك ليست إلا لعلآم الغيوب،
ولكن حظَنا من ذلك ملاحظة أمثلة منها جامعة؟ لنتدبز فيما وقع تعيينه من
قِبل الشارع، ونقيس عليه ما أشبهه في حكمه " (2).
ونعرض بعض الأفكار التي اتى بها الكتاب، مثل قوله: "وقد
تقصّينا واستقرينا تصزفات الله تعالى فيه 11 ي: العالَم الأرضيّ) فوجدناها
على اكمل نظام، إذ رتّبه على قوى إذا استهلك بعضٌ منها جدّده بعضٌ آخر
يخلفه فينفيه، او يعوضه، او يتدارك ما يتدارك منه، وهو أطوار شباب
الأشياء واعتدالها وتقهقرها، المشار إليه بقوله تعالى: "! اَلمحهُ اَئَذِى
(1)
(2)
أصول النظام الاجتماعي في ا لإسلام، ص ه 3.
المصدر السابق، ص 39 - 0 4.
126