كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه

وعنوان الكتاب المثير؟ الذي هو جزءٌ صغيرٌ من آيةٍ قرانية، وضعه
اَمِلاً فيه طلوع فجر الصباح بعد ان طال ليل التخقف.
لقد بحث المؤلف في كتابه (أسباب تأخر التعليم (، وذلك لانعدام
خطة تربوية متطؤرة، وإهمال الضبط للدروس والمقزرات، والبعد عن
التربية الأصيلة.
كما نقد مستويات التعليم، بسبب غياب مَلَكة النقد في مرحلة التعليم
العالي، وإهمال التمرين والعمل بالمعلومات في المرحلة الثانوية،
وغياب الحفظ في المرحلة الابتدائية، وعدم مراعاة المصالح الصحيّة
للمتعفم، والجري وراء الشهادة من غير تحصيل علمي.
ووَقَف المؤلف المطلبَ الثاني من كتابه للكلام على العلوم و احوالها
وإصلاحها واسباب تأخّرها، مثل: علم التقسير، والحديث، والفقه،
وأصوله، وعلم الكلام، والأدب، والنحو، والصرف، والبلاغة،
وا لمنطق، والتا ريخ.
وقد كان نقد ابن عاشور للعلوم جريئاً؟ لأنّه لا عصمة لعالم أ و
مجتهد، وإذا ذُكر العلم والاجتهاد في الإسلام، ووُصِفَ بهما العالم فقد
قرنت عمله بالصواب أو الخطأ؟ لذلك كان نقدُ الشيخ نقداً غيرَ هَثاب؟
فكان في نقده مجدَداً بصيراً بعيوب العلوم التي عرضها، ويطغى على نقده
الطابع التربوفي، إذ كان يُظهر هنات العلوم، ويُنَبِّه على مواطن الخلل
فيها، لا سيما ما يعسُر فهمه على الطالب، ونثه في جرأةٍ أثارت حفيظة
خصومه على العراقيل المصطنعة التي أثارها أعداء التطوّر الواقفين! ي
وجه كل إصلاح علميئ تربوي (1).
(1) الغالي، ص ه 0 2؟ بلخوجة، ص 133؟ وانظر (منهج الشيخ محمد الطاهر ابن-
130

الصفحة 130