كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
فقمتمم كتابه إلى فصول، وهي: الكتاب الأول: الخلافة والإسلام،
الكتاب الثاني: الحكومة والإسلام، الكتاب الثالث: الخلافة والحكومة
في التاريخ، مق! تمماً كل كتاب إلى ثلائة أبواب.
ومن التعقيبات على الشيخ علي عبد الرازق قولط ابن عاشور (1):
"ذكر - اي: علي عبد الرازق - في صحيفة (7) انهم لم يبينوا مصدر القوة
التي للخليفة، وأنه استقرأ من عبارات ا لقوم أن للمسلمين في ذلك مذهبين:
منهم مَنْ يرى ان الخليفة يستمد قوته من قوة الله تعالى؟ ومنهم من يرى ا ن
مصدر قوته هي الأمة. وهذا الكلام الذي اطال به هنا بعيد عن التحقيق؟
اشتبه عليه فيه الحقيفة بالمجاز والحقائق العلمية بالمعاني الشعرية
والمبالغات في المدح والغلو فيه، فجعل مستنده في إثبات المذهب ا لأول؟
نحو قولهم للخليفة: ظل الله في الأرض، ونحوه من الأبيات التي ذكرها
وديباجات التاَليف التي سردها. هذا ولم يقل أحد من علماء الإسلام ا ن
الخليفة يستمد قوته من الله تعالى، وإنما أطبقت كلمتهم على أن الخلافة لا
تنعقد إ لا بأحد امرين: إما البيعة من أهل الحل وا لعقد من ا لأمة، وإما با لعهد
ممن بايعته الأمة لمن يرا 5 صالحاً. ولا يخفى أن كلا الطرفين راجع للأمة؟
لأن وكيل الوكيل وكيل؟ فإذا بويع فقد وجب له ما جعله الله من الحقوق التي
هي القوة المبيّنة في شرع الله تعالى؟ لأن الله حدد قوة الخليفة وجعلها لخدمة
مصلحة الأمة، وجعل اختيار وليئ امرها بيد الله، ولم يقل احدٌ أنه يستمد من
الله تعالى بوحي ولا باتصالٍ روحانيّ ولا بعصمة. ولا خلاف أن حكم
الخليفة حكم الوكيل إلا في امتناع العزل بدون سبب من الأسباب المبينة في
مواضعها من كتب الفقه واصول الدين ".
وقد جاء الكتاب في (38) صحيفة، وصدر عن المطبعة السلفية
(1)
نقد علمي لكتاب الإسلام وأصول الحكم، ص 4.
133