كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
وينبّئنا التاريخ أن الفقه كان في عهد الخليفة الأمويّ عمر بن عبد
العزيز يملقَى في تونس على طريقة الدراسة والتعليم، فقد جاء هذا الخليفة
بعشرة من اعيان التابعين، وبعث بهم إلى إفريقية ليعفموا البربر واجبات
الدين واحكامه، ومن بين هؤلاء الأعيان: عبد اللّه بن رافع التنوخيّ،
وهو اؤَل مَن وليَ القضاء بالقيروان، إذ كانت يومئذٍ مقز الإمارة، فأصبح
جامعها الذي أشَسه الفاتحون الأؤَلون معهداً للعلوم الإسلاميّة، ومصدراً
للفتاوى وا لأحكام.
وقد ظهر في التاريخ علماء أعلام نشروا العلم في إفريقية؟ وإفريقية
تُطلق على المنطقة الواقعة بين برقة وطنجة (1)، وقد تُطلق على القيروان
وما حولها عند الجغرافيين الإسلاميين؟ وكان لجامع الزيتونة الفضل
الأعظم في ذلك؟ إذ إن في قارة إفريقية ثلاثة معاهد إسلاميّة: الجامع
الأزهر بالقاهرة، وجامع الزيتونة بتونس، وجامع القرويين بفاس.
امَا الأزهر؟ فله الشهرة شر قاً وغرباً؟ لا! دائرة التعليم فيه أوسع،
وامَا المعهدان الاَخران؟ فقد أفادا في البلاد التونسية والجزائرية
والمُزاكشتة صِنْفَ البربر؟ ذلك أته بعد الفتح الإسلاميّ هاجر إليها خَلْقٌ
كثير من العرب الخُقَص، فانتشرت هنالك العربتة، وأصبح أقوامها
مستعربين إلا قبائل متفزقة.
ولقَا استولى اصحاب المهدي بن تومرت على القطر التونسي؟
اتخذوا مدينة تونس دار الإمارة، وبقيت العاصمة إلى هذا اليوم، وبذلك
(1)
انظر في حد المغرب وإ فريقئة: (الأدلّة البتنة النورانية في مفاخر الدولة الحفصية)
لأبي عبد الله محمد بن احمد بن الشفاع، تحقيق: الطاهر محمد المعموري،
الدار العربية للكتاب، 984 1 م، ص 1 3.
14