كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه

والتحريف. وعلى ما بذله الشيخ الطاهر طيَّب اللّه ثراه - من جهدٍ بلغ الغاية،
وما قام به صاحبا 5 الأستاذان محمد رفعت فتج الله ومحمد شوقي أمين من
مراجعة وتهذيب، فما زال الديوان يفتقر إلى تضافر العلماء ليضطلعوا
بتصحيحه، فيقوموا عوجه، ويمسحوا الهنات عن وجهه، ويُعيدوا إليه
رونقه - إنَّ التركة ثقيلة، والعبء مرهِق، ينوء بالعُصبة اولي القوّة.
ولقد وقفتُ بأ بواب القوافي، وأنا اطالع الديوان، فأطلتُ الوقوف،
وأتاحت لي الصحبةُ المحبَّبةُ أن ارجِّحَ قواءةً في الأبيات تخالف ما اتَجه
إليه المحقِّق والمراجعان، وأنْ اوثر تفسيراً أراه أقربَ إلى مراد الشاعر،
وألصقَ بمذهبه، واخَترتُ من ذلك شواهد وأمثلةً ضفَنْتُها رسالتي حين
أعددتُها للمناقشة. . فوددتُ أن أُفرِدَ ما ترجَّحَ لي من تصحيحات الديوان
من مفالة أنشرها في إحدى مجلأَت التراث. . وقد رأيتُ أن أتخئرَ جملة
صالحةً مما كتبتُ، تكون شاهدَ ما وراءها، ولم أقصد إلى ا لاستقصاء، ثم
إئي لا أزعم أنَّ ما ذهبتُ إليه ورجَّحتُه من قراءة أو تفسير هو الراجح،
وإئما هو ما أدَّاني إليه اجتهادي أعرضه العرضَ الرفيق، لا أقطعُ فيه بيقين،
وأنا أعلم أنَّه جهد المُقِلّ، وأنَّ بضاعتي في العربية مزجاة. وليست كلمتي
في معرض تعقب الشيخ الطاهر - غفر الله له وأجزل مثوبته - فقد قدَّم من
العمل ما يُولييعُ العذر، وكلمةُ الأستاذ الطاهر مئي على ذُكْر، وإثما هي
خدمة العربية الخالدة، التي راعت بفصاحتها، وسحرت بحُسن بيانها،
وإلاّ فغايةُ ما ارجوه أن أنتفع بما يرشدني إليه علماء اللغة الأبيناء، وفرسان
الكلام المجلّون في ميدانه " (1).
وقد بلغ عدد المواضيع التي توقّف فيها الدكتور الفخَام مئتين
وثلاثين موضعاَ من الديوان، حملت في طيّاتها العلم والادب، والحسّ
النقدي الرلمحيع.
(1)
نظرات في ديوان بشار، ص 17 - 18.
143

الصفحة 143