كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
نشأقه العلمية وشيوخه
انتسابه الى الجامع الأعظم: جامع الزيتونة:
التحق الشافيُ محمد الطاهر ابن عاشور بجامع الزيتونة سنة
(0 131 هـ= 1893 م)، ونهل من العلوم والمعارف المقدَّمة في الجامع ما
استطاع، فقرا علوم القراَن، والقراءات، والحديث، والفقه المالكي
واصوله، والفرائض، والسيرة، والتاريخ، والنحو، واللغة، والأدب،
والبلاغة، وعلم الكلام والمنطق.
وإضافة إلى هذا التكوين الهائم، فقد تعلَم الفرنسية بمساعدة أستاذه
الخاص أحمد بن وئاس المحمودي، وقد كان جده به حَفِئاً، إذ جمع آثاراً
في عيون الأدب ونصوص الحكم وبدائع النظم والنثر، واشياء ما زالت
تحتفظ بها المكتبة العاسورية (1).
وفي 4 ربيع الأول (317 اهـ) = 11 تموز/يوليو (1899 م (،
حصل على شهادة النطويع من الجامع الأعظم، وشهادة التطويع تعني
انتهاء التعليم الثانوي، تُعطى بعد امتحانٍ لمن زاول الدراسة بالجامع
المذَة المحددة وشهد له الشيوخ بذلك، وكان أوَّل من شارك في هذا
الامتحان سنة (317 اهـ= 1899 م (الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور،
وهي شهادةٌ للخزيج بأنَّه ذو ذهن قوي، وعفل مدرِك للحقائق، قادر على
إيصالها للطلبة، تخوله التصدي للإقراء.
ونصقُ الشَهادة التي تئمَ منحها للمترجَم:
"الحمدُ دئه فاتح رموز العرفان، ومانح كنوز الفضل والإحسان،
(1) بلخوجة، ص 5 7، 93.
28