كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
الزيتونة وفي خطبه الجُمَعِئة بجامع (سبحان الله) من ربض باب سويقة
العالم المصلج الذي نزع إلى الأصول والكليات، وقيل: إنّه أوَّل من نقل
في دروسه عن ابن القيم في وقتٍ كان الرأيُ السائد عنه أنّه من المبتدعة هو
وشيخه الحرّاني، وأظهر في نشاطه العلميّ أنّ الدين والحياة متلازمان،
وكان إلى جانب شيخه محمود قبادو في الدعوة إلى الإقبال على علوم
الحياة، فقد افتتح الجمعية الخلدونيّة بمحاضرة حلّل فيها مقدار حاجة
العالِمِ المسلمِ إلى تلك العلوم سنة (896 ام)، وكان بكل ما سبق ذا نزعةٍ
تجديدية واضحة، لذلك وجد فيه الأستاذ الشيخ محمد عبده العالم الذي
يسير معه على نهجٍ واحد.
كان له مثاركة قوية في علوم السئة النبوية، كما شارك في تحرير
جريدة الحاضرة من سنة (1888 م) إلى سنة (2 91 1 م).
فتح بدروسه آفاقاً جديدة؟ فأعرض عن المناقشات اللفظية
العفيمة، فكان مستقلّ الفكرة في بحثه، ولُوعأ بمناقشة الاراء وابتكار
الأنظار، له قؤه التحليل وبراعة النقد والاحتجاج، داعياً إلى إبراز مقاصد
الشريعة وإصلاح التعليم الديني، وقد قرأ الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور
عليه (صحيج البخاري) بشرح القسطلانيّ، و (الموطأ) بشرح الشيخ
الزرقانيّ قراءة تحقيق، وفي ذلك يقول ابن عاشور: " قراتُ صحيح الإمام
البخاري، رحمه الله ورضي عنه، على شيخنا وشيخ مثايخنا العلاّمة
النحرير سيدي سالم بوحاجب المفتي المالكي. . . بشرح شهاب الدّين
القسطلانيّ رحمه الئْه، قراءة تحقيق بجامع الزيتونة، وقرأتُ عليه من
الموطأ أجزاء بشرح الشيخ الزرقاني قراءة تحقيق " (1).
(1)
بلخوجة، ص 79، نقلاً عن دفتر شهادات الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور،
ص 0 3؟ وانظر: بلقاسم، ص 4 4 - 5 4؟ وتراجم المؤلفين التونسيين: 2/ 77.
32