كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
الفكر الإسلامي الحديث، كان رحمه الله موسوعيّ الثقافة، وخطيبأ
لامعاً، وسياسياً محنكاً، اعتنى والده بتربيته وتوجيهه عنايةً بالغة فيها حزم
ولين، حاز على شهادة التطويع (ختم الدروس الثانوية) سنة (347 ا هـ=
928 ام)، وفي السنة الدراسة الموالية أقبل على مزاولة التعليم العالي
بجامع الزيتونة، وانخرط في سلك التدريس العليا للغة والاَداب العربية
بسوق العطَّارين، وانتسب إلى كلية الاَداب بجامعة الجزائر سنة (1 93 1 م).
اجتاز بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الثانية سنة (932 ام)، وبعد مذَة
اجتاز كذلك بنجاح مناظرة التدريس من الطبقة الأولى.
ألقى محاضرات على منبر معهد الخلدونية، وقام بعدة رحلات إلى
أوروبة وبعض الدول العربية، وفي الفترة (5 94 1 - 46 9 1 م) أصبج مديراً
للخلدونية ولمعهد البحوث الإسلامية التابع لها، وألقى فيه محاضرات،
فتح بها المجال واسعاً لفهم السياسة الدولية وسير متعرّجاتها، دلّت على
اطّلاعه الواسع، وفكره النيّر، وفهمه الدقيق، وذوقه الرشيق، حتى إئه
كان فذّاً بين مدزسي الزيتونة لا يشاركه أحد في سعة معارفه، وثقافته
الحديثة، وغزارة اطّلاعه، وسموّ اخلاقه. له نحو سبع مؤلَّفات،
اشهرها: (التفسير ورجاله)، و (الحركة الأدبية والفكرية في تونس)،
و (اركان النهضة الأدبية بتونس)، و (تراجم ا لأعلام) (1).
5 - علي بن محمد البوديلمي: عالم جزائري، درس على ابن
باديس في قسنطينة، ثئمَ توجَّه إلى جامع الزيتونة بتونس، ثم إلى القرويين
بالمغرب. وتحضَل على سهادات في العلوم الإسلامية. قيل: إئه ختم
تفسير القراَن الكريم بالجامع الأعظم بتلمسان، إضافة إلى دروسه في
الحديث الشريف. جمع بين العلم والتصوّف. له مؤتَفات في الوعظ
(1) ا لمصدر ا لسا بق: 3/ 0 1 3 - 4 1 3.
47