كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه

المقدمة
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النبيئَ الأمين
محمد، وعلى اكه وصحبه اجمعين.
إنَ من النّعَمِ التي أنعمَ اللهُ بها على عباده المؤمنين: أن جعل مِن
بينِهم أئمة هُداة، يهدون بهديه، فيف! رون اياته، ويستنبطون أحكامه،
ويبفَغون رسالة النبؤة.
وإذا وَرَدَ انَّ اللهَ يبعث لهذه الأفَة على رأس كلِّ مئة سنة مَنْ يجدِّد لها
امر دينها، أي: ينقيه مما علق به من اوضار البدَعِ والمحدَثات، حتّى يردّه
إلى اهله كما نزل به الوحي وبئنَه الرسول؟ كذلَك يحيي اللّه بالرجلِ الواحد
بلداَ خمل فيه العلم والأدب، ورُفيَ رجلِ فَذ يكون على يده نهضةُ أجيال
بل نهضة أمة.
ويسرني ان أُقدمَ بين يدي القزَاء الأكارم سيرةَ عَلَمٍ من أعلام العرب
والمسلمين في العصر الحديث، مفَن كان لهم تأثير كبير في مسيرة العلم
والتعليم والتاليف في إفريقية (تونس)؟ طيلة سبعين عاماً من القرن الرابع
عشر الهجري / القرن العشرين الميلادي؟ إئه الإمام محمد الطاهر ابن
عاشور رحمه الله وبزد مضجعه.
ولا بُدَ لي، وأنا أُحَبِّر هذه الشُطور، انْ أُقَدِّم كلماتٍ، هي بمثابة
ممهِّدات لسيرة هذا الإمام الجليل.
لقد برع علماءُ المغرب الإسلاميّ في تدوين علم أهلِ المشرق، إ ذ
تجد في الكثرة الكاثرة من كتبهم أدب اهل المشرق وأخبارهم، و (العقد

الصفحة 5