كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه

وفي سنة (1330 هـ)؟ مزَت بالشيخ محمد الخضر حسين الباخرة
التي كان يركبها اثناء رجوعه من الاستانة إلى تونس بالقرب من شاطئ
المرسى، حيث كان يقيم صديقه الشيخ محمد الطاهر (1)؟ فقالط:
قَلبي يُحَئيْكَ إذْ مَزَتْ سَفِيْنَتُنَا تُجَاهَ وَادِيْكَ والاموَاجُ تَلْتَطِمُ
تَحِئةًاَبرقَ الشَوقُ الشَدِيْدُ بِهَا في سِلْكِ وِدٍّ بأقْصَى الزُوحِ يَنْتَظِمُ
وبعد هجرة الشيخ محمد الخضر حسين إلى دمشق من تونس سنة
(331 اهـ) بعث صديقه الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور، وهو قاضي
القضاة بتونس رسالة مصدرة بالأبيات التالية (2):
بعدت ونفسي في لقاكَ تصيدُ فلمْ يُغنِ عَنْها في الحنانِ قصيدُ
وخلفت ما بين الجوانح غصَةً لها بَينَ أحشاءِ الضلوعِ وقودُ
وأضْحَتْ اماني الفُربِ منك ضئيلةً ومُز الليالي ضعفها سيزيدُ
اتذكرُ إذ ودَعتنا صبجَ ليلةٍ يموجُ بها أنسٌ لنا وبرودُ
وهل كانَ ذا رمزاً لتوديعِ انسنا وهل بعد هذا البينِ سوفَ يعودُ
الم ترَ هذا الدهر كيفَ تلاعبَتْ أصابعُه بالدزَ وهو نضيدُ
إذا ذكروا للودّ شخصاً محافظاً تجالَى لنا مراك وهو بعيدُ
إذا قيلَ: مَن للعلمِ والفكرِ والتُمّى ذكرتُكَ إيقاناً بأنْكَ فريدُ
فقل لليالي: جددي من نظامِنا فحسبُكَ ما قد كانَ فهو شديدُ
وكتب ابن عاشور تحتها:
هذه كلمات جاشت بها النفس الان عند إرادة الكتابة إليكم، فأبثّها
على علأتها، وهي إنْ لم يكن لها رونق البلاغة والفصاحة؟ فإنَّ الودّ
(1)
(2)
خواطر الحياة، ص 1 23.
خواطر الحيا ة، ص 93.
69

الصفحة 69