كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه

الإمام في: التفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والعربيّة بفنونها،
وهو المربّي والمصلج والمفكّر.
وإنّي لأحسبُ أن هذا الرجل لم يُعطَ حقَه من المنزلة في المشرق،
لكن آثاره التي خفَدتْه عزَفتنا بعالِمٍ باهَتِ الزيتونة به العالَمَ الإسلاميَّ
أجمع، وإن حدسي راسخ أنَ قادمات الأيام سَتمًدِّم لنا أنَّ هذا الرجل الذي
خمل ذكره في المشرق مرحلةً من الزمن؟ بدأ يشغُ نورُ 5 بما يُطبع له من
كتب في بلاد الشام؟ إذ رأينا أنَ اُقَات كتبه بدأت تُنشرُ في حلى قشيبة
يتداولها أهل العلم والثقافة، ويتدارسونها (1).
إن التونسيين يفخرون بجامع الزيتونة كفخر المصريين بجامع
الأزهر؟ وذلك انهم كانوا يُباهون به، ويُقَدِّمون خِرِّيجَه؟ فالزيتونيّ هو
الإمام والخطيب والكاتب والمفتي في البلاد التونسيّة وبعض البلاد
الجزائريّة، ومِنْ مباهاة الزيتونة انّها خزَجت مَنْ أصبح شيخاً للأزهر هو
الشيخ الإمام محمد الخضر حسين، صديق الشيخ محمد الطاهر ابن
عاشور، والرجل ا لأثير على قلبه (2).
ها هو ذا ابنُ عاشوبى يمد يدَه إلى مشرق البلاد الإسلاميّة قبل ا ن
يمدّوا إليه ايديهم؟ فلفد احكم الشيخ صلته بمشرق البلاد ومغربها؟
فاتصلَ مع مؤشسات واعيان بلاد الشام ومصر؟ فكان يكتب بحوثه في
(مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق)، و (مجلة مجمع اللغة العربية
بالقاهرة)، ومجلأت اخرى فيها، وإيثاره طبع النسخة العزيزة إلى قلبه من
(ديوان بشار بن برد) في مصر.
(1)
(2)
ا نظر (مصادر ا لبحث) في آخر هذا ا لكتاب، ففيها كتبه ا لمطبوعة في بلاد الثا م.
انظر فصلاً عن استحكام الصَلة بين الزجلين في هذا الكتاب في فقرة (محمد
الخضر حسين وابن عاسور)، ص ه 6.

الصفحة 7