كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
والإخاء والوجدان النفسي يترقرق في أعماقها.
فاجابه محمد الخضر حسين بقصيدة من ثلاثة عشر بيتاً (1)؟ أذكر
منها:
اَيَنْعَمُ لي بالٌ وأنتَ بعيدُ وأسلو بطَيْف والمنامُ شريدُ
إذا أخجَتْ ذِكْراكَ شوقي اخْضِلَتْ لَعَمْرِي - بدمعِ المُقلَتينِ - خُدودُ
بَعُدْتُ وآمادُ الحياةِ كثيرةٌ وللأمدِ الأسمَى عَليئَ عُهودُ
بَعُدْتُ بجُثماني وروحي رهينةٌ لديكَ وللوِدِّ الضَميمِ قُيودُ
عرفتك إذ زُرْتُ الوزيرَ (2) وقَدْ حَنا عَلَيئَ بإقبالي وأنتَ شَهيدُ
فكانَ غروبُ الشَمْسِ فجر صداقةٍ لها بينَ احناءِ الضُلوع خُلودُ
اَلَمْ تَرْمِ في الإصلاحِ عن قَوسِ ناقدٍ درى كيف يُرعى طاردت وتليدُ
وقُمْتَ على الآداب تحمي قديمها مخافةَ ان يَطغى عليه جديدُ
أتذكُرُ إذ كُئا نُبَاكر معهدأ حُمَئاهُ عِلْمٌ والشُقاةُ اسودُ
اتذكُرُ إذ كُنَا قريْنَيْنِ عِنْدَما يَحِيْنُ صُدورٌ أو يَحينُ وُرودُ
فاينَ ليالينَا وأسمارُها التي تُبَل بها عِنْدَ الظَماءُ كُبُودُ
ليالٍ قضيناها بتونُسَ ليْتَها تعودُ وجيشُ الغاصبينَ طَريدُ
وعندما بلغه تولي صديقه ابن عاشور الفضاء بتونس سنة (332 ا هـ)
هَئاه بقصيدةٍ من ثلاثةَ عشرَ بيتاً، وكان يومها بدمشق، اذكر منها (3):
بسط الهناء على الفلوب جناحا فاعاد مُسْوَدَ الحياةِ صباحا
(1) انظرها في خواطر الحياة، ص 93 - ه 9.
(2) الوزير: هو محمد العزيز بوعتور، وقد مزَ ذكره، وفي البيت إشارة إلى أول لقاء
بين الخضر حسين وابن عاشور.
(3) خواطر ا لحيا ة، صه 6 - 6 6.
70