كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
إيه مُحَئا الدهر إئكَ مؤشىٌ ما افترَّ ثغرُكَ باسِماً وضَّاحا
وتَعُدُّ ما اوحشتنا في غابرٍ خالاً بوَجْنَتِكَ المُضيئة لاحا
لولا سوادُ الليلِ ما ابتهجَ الفتى إنْ آنَسً المصباحَ والإصباحا
يا طاهرَ الهِمَمِ احتمَتْ بكَ خُطَة تبغي هدى ومروءة وسماحا
سحبتْ رداءَ الفخرِ واثقةً بما لك من فؤادٍ يعشقُ الإصلاحا
ستشدُّ بالحزمِ الحكيمِ إزارَها والحزمُ أنفسُ ما يكونُ وِشاحا
أنسى ولا أنسى إخاءَكَ إذْ رمَى صرفُ اللياليِ بالتوى أشباحا
أسلُو ولا أسلُو عُلاكَ ولو أتتْ لبنانُ تُهدي نرجساً فيّاحا
أوَ لَمْ نَكُن كالفرقَدَيْنِ تقارَنا والصَّفْوُ يملأُ بيننا أقداحا
ويلحظ القارى لهذه الأبيات عظم المحتة والمودة التي نشأت بين
هذين العَلَمَيْن التونسيين، بدءاً من عهد الطَّلَب، وانتهاء بافتراق الرجلين
كلّ منهما في قطر، وهي تشير إلى الاحترام وتقدير العلم عنده، ونزعة
الإصلاح التي يميل إليها الشيخ الطاهر، ويشاركه فيها محمد الخضر
حسين، وقد بلغ من مقدار حبّه له أنْ سأله بعض الأدباء: كيف كانت صلتكم
با لشيخ محمد ا لطاهر ابن عاشور في تونس؟ فأ جا به بهذه ا لأبيات (1):
أحببْتُهُ مِلْءَ الفْؤَادِ وَإتما احْبَبْتُ مَن ملأَ الوِدادُ فؤادَهُ
فظفرْتُ مِنْهُ بصاحِبٍ إنْ يَدْرِ مَا أشْكُوهُ جافى ما شَكَوْتُ رُقادَهُ
وَدَرَيْتُ منه كما دَرَى مِنِّي فتى عَرَفَ الوفاءُ نجَادَهُ وَوِهَادَهُ
(2)
ويقول لمحيه: ولما كان بيني وبينه من الصداقة النادرة المثال، كنّا
نحضر دروس بعض الأساتذة جنبأ لجنب، مثل درس الأستاذ الشيخ سالم
بو حاجب لشرح القسطلاني على البخاري، ودرس الأستاذ الشيخ عمر
(1)
(2)
خوا طر ا لحيا ة، ص 0 9.
تون! وجا مع ا لزيتونة، صه 2 1 - 6 2 1.
71