كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه

اخلاقه وشمائله وثناء الناس عليه
كان الشيخ رحمه الله رجلاَ تزئنه أخلاق رَضِئة وتواضعٌ جتمٌ، فلم
يكن على سعة اطلاعه وغزارة معارفه مغروراً كشأن بعض ا لأدعياء ممن لم
يبلغ مستوا 5. كان مترفعاً عن صغا ئر الأمور. إنْ نظرتَ إليه، لم تقل إ لا إنَه
رجلٌ من النبلاء، جمع بين النبل في الحَسَب والئسب، والنبل في العلم
والأخلاق. حتى قال فيه الشيخ محمد الخضر حسين: "ليس إعجابي
بوضاءة اخلاقه وسماحة اَدابه بأقل من إعجابي بعبقريته في العلم " (1).
اشتهر رحمه الله بالصبر، وقؤة الاحتمال، وعلؤ الهضة، والاعتزاز
بالنفس، والصمود أمام الكوارث والترفع عن الدنايا، ترا 5 في كتاباته
عفيف القلم، كاتباً حلو المحاضرة، طيب المعاشرة مع تلاميذ 5. حتى
إئني لم اجد بين كتاباته التي اطلعتُ عليها رداً على احد ممّن وقف ضدَّ5
موقف الخصم، بل أسبغ على كتاباته طابع العلم الذي يجب أن يبلِّغه، لا
مَظْهَرَ الردودِ التي تضيّع اوقات طالب العلم.
يقول فيه صديقه في الطلب الشيخ محمد الخضر حسين (2): "شبَّ
الأستاذ على ذكاء فائق، وألمعية وقادة، فلم يلبث أن ظهر نبوغه بين اهل
العلم ".
ويقول فيه: " وللأستاذ فصاحة منطق وبراعة بيان، ويضيف إلى
غزارة العلم وقوّة النظر صفاء الذوق وسعة الاطغ في اَداب اللغة، وأذكر
(1)
(2)
تونس وجامع ا لزيتونة، ص ه 2 1؟ محفوظ: 3/ 6 0 3 - 7 0 3.
تونس وجامع ا لزيتونة، ص ه 2 1 - 6 2 1.
81

الصفحة 81