كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
على التدوين والنشر، ومَلَكات نقدئة يتضح ائرها في طريقة الجمع بين
الأصول والتعريفات، وما يلحق بها من ابتداعات وتصزفات. وهكذا
صدرت مقالاته وتحقيقاته وبحوثه وتاَليفه متدفقة متوالية من غير انقطاع
او ضعف، فَنُشِر ما نُشِرَ، وبقي الكثير منها محفوظاً بخزانة اَل عاشور
ينتظر من يتولى نشره وطبعه وتحقيقه " (1).
وكان لابن عاشور والأديب المؤزخ احمد تيمور ذِكْرٌ حسن في قلب
محمد الخضر حسين الصديق القريب إليهما؟ ومن شعره فيهما:
تقاسَمَ قلبي صاحبانِ ودِدْتُ لو تم! تْهما عينايَ طولَ حياتي
وعللْتُ نفسي بالمُنى ف! ذا الئوى تُعِل الحَشا طَعْناً بغيرِ قناةِ
(فأحمدُ) في مصرٍ فضى و (محمد) بتونسَ لا تحظى به لَحَظَاتي
أعيسُ ومِلْءُ الضَدر وحشةُ مترفٍ رَمَتْهُ يدُ الأقدارِ في فَلَوابِ
وقال فيه الشاعر محمد الحليوي (2):
عَلَثم يَعِرُ نظيرُهُ في دهرِه هَيْهَاتَ، ليسَ نظيره بمتاحِ
عَلَثم تَجَمَعَ علمُه في شخصِهِ كتجفُع الأضواص في المصباح
ما ضؤ من أضحى يعيش بعصرهِ إنْ لم يَشاهد (مالكاً) في الشَاحِ
وقال فيه الشاعر محمد بوشربية:
شيخي، لأنتَ عن المشايخ في غنىً بالجِد في المسعى، وفي اشغالِ
إنْ ابدِفضلَكُم، فما أنامُذَعٍ امراً يناكرُه حسودٌ قالِ
(1) بلخوجة، ص 191؟ وفي (المجلة الزيتونية) مج 6، ج 2 و 3 و 8، قصائد في
مدح المترجَم.
(2) مقدمة (مقالات الإمام)، ص 39. والأبيات التالية هي لشعراء تونسيين.
85