كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه

البيضاوي) الملخص من (الكشاف) ومن (مفاتيج الغيب) بتحقيق بديع،
و (تفسير الشهاب الالوسي)، وما كتبه الطيبي والقزويني والقطب
والتفتازاني على (الكشاف)، وما كتبه الخفاجي على (تفسير البيضاوي)،
و (تفسير أبي السعود)، و (تفسير القرطبي)، والموجود من (تفسير الشيخ
محمد بن عرفة التونسي) من تقييد تلميذ 5 الأبيئ، وهو بكونه تعليقاً على
(تفسير ابن عطية) اشبه منه بالتفسير، لذلك لا يأتي على جميع آي القرآن
وتفاسير الأحكام، و (تفسير الإمام محمد بن جرير الطبري)، وكتاب (درّة
التنزيل) المنسوب لفخر الدين الرازي، ورئما يُنسب للراغب
الأصفهانيئ، ولقصد الاختصار اعرض عن العزو إليها.
وقد مئزتُ ما يفتح الله لي من فهم معاني كتابه، وما اجلبه من
المسائل العلمية، مما لا يذكر 5 المفسّرون، وإثما حسبي في ذلك عدم
عثوري عليه فيما بين يدفي من التفاسير في تلك الاية خاصة، ولستُ أدَعي
انفرادي به في نفس الأمر، فكم من كلام تنشئه تجدك قد سبقك إليه
متكقم، وكم من فه! تستظهر 5 وقد تقدمك إليه متفهّم ".
ومنهجه في التفسير أوضحه في مفدّمته، ولا سيّما عنايته بفن دقائق
البلاغة الذي لم يخضه احد من المفسّرين بكتاب كما خصّوا الأفانين
الأخرى، من اجل ذلك التزم الا يُغفِلَ التنبيه على ما يلوح له من هذا الفن
العظيم في آية من آي القرآن، كثما ألهمه الله ذلك بحسب مبلغ الفهم
وطاقة التدثر، مع بيان وجو 5 الإعجاز، وتناسب الاَيات، ولم يُغادِر سورة
إلا بثن ما اُحيط بها من أغراضها لئلا يكَون الناظر في تفسير القرآن -كما
يقول ابن عاشور - مقصوراً على بيان مفرداته ومعاني جمله كأنها فقر
متفرّقة تصرفه عن روعة انسجامه، وتحجب عنه روائع جماله.
كما اهتئم بتبيين معاني المفردات في اللغة العربية بضبطٍ وتحقيقٍ
96

الصفحة 96