كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
مما خلت عن ضبط كثيرِ منه قواميسُ اللغة، وبذل الجهد في الكشف عن
نكت من معاني القرآن وإعجازه خلت عنها التفاسير، ومن أساليب
الاستعمال الفصيج ما تصبو إليه همم النحارير، بحيث ساوى هذا التفسير
- كما يقول - على اختصاره مطؤلات القماطير، ففيه أحسنُ ما في
التفاسير، وفيه آحسن مما في التفاسير (1).
ومدة تأليفه التفسير حوالي آربعين سنة، بدا به في سنة (1 34 ا هـ=
923 ام)، وهي سنة تعيينه مفتيأ، وعمره خمس وأربعون سنة، وانتهى
منه عصر يوم الجمعة، الثاني من شهر رجب عام ثمانين وثلاثمئة وألف؟
فكانت مدة تأليفه تسعاَ وثلاثين سنة وستة أشهر (2)، وقد بدأ بنشره على
حلقات في (المجلة الزيتونية) كما بئتاه.
وقد وضع بين يدي التفسير عشر مقذمات:
المقذمة الأولى: في التفسير والتأويل وكون التفسير علماً،
والثانية: في استمداد علم التفسير، والثالثة: في صحة التفسير بغير
المأثور ومعنى التفسير بالراي ونحوه، والرابعة: فيما يحق أن يكون
غرض المف! ر، والخامسة: في إسباب النزول، والسادسة: في القراءات،
والسابعة: في قصص القرآن، والثامنة: في اسم القرآن وآياته وسوره
وترتيبها واسمائها، والتاسعة: في أن المعاني التي تتحقَلها جمل القرآن
تعتبر مرادة بها، والعاشرة: في إعجاز القراَن.
ويحفلُ تفسيره بضروب من التفسير والتاويل والفهم لمقاصد
القراَن العظيم، مما يعزّ وجوده في غيره، ويتفرّد به عن غيره. فَنَلْحَظُ
(1)
(2)
مقذمة (تفسير ا لتحرير وا لتتوير): 1/ 8.
تفسير ا لتحرير وا لتنوير: 0 3/ 6 63.
97