كتاب محمد الطاهر ابن عاشور علامة الفقه وأصوله والتفسير وعلومه
وقد استقريتُ أنا من أساليب القران انه إذا حكى المحاورات
والمجاوبات حكاها بلفظ "قال" دون حرف العطف، إلا إذا انتقل من
محاورة إلى أضرى؟ انظر قوله تعالى: " وَإذ قَالَ رَئبثَ لِقمَليكَةِ إِقِ! مَاعِلٌ
فِى ألأزَضِ ظَيفَة قَالوأ أَ تَجْحَلُ فِهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا"] البقرة: 0 3) إلى قوله:
" أَنبِثْهُم دأَش!! ئم " 1 ا لبقرة: 33) (1). وقوله: " صإِيًىَ فَازهَبُونِ "] ا لبقرة:
0 4،. . أي: التقديم إذا اقترن بالفاء كان مبالغة؟ وأحسبُ أن مثل هذا
التركيب من مبتكرات أساليب القرآن ولم اذكر أنّي عثرتُ على مثله في
كلام العرب " (2).
وأفا فقهه للنمق القرآني من حيث سبب النزول؟ فمثلُ قوله بعد
كلام طويل عن سبب نزول سورة البقرة:
"وإذ قد كان نزول هذ 5 السورة في اوّل عهدٍ بإقامة الجامعة
الإسلامية، واستقلال اهل الإسلام بمدينتهم؟ كان من أوّل أغراض هذ5
السورة تصفية الجامعة الإسلامية من أن تختلط بعناصر مفسدة لما أقام اللّه
لها من الصلاح، سعياً لتكوين المدينة الفاضلة النقيّة من شوائب الدَّجَل
والدَخَل " (3).
ويسلك ابن عاشور مسلك المتذؤق لبلاغة القرآن، فعندما يبحث
في موضوع البسملة يقول. ". . . وأنا أرى في الاستدلال بمسلك الذوق
العربي أن يكون على مراعاة قول القائلين بكون البسملة اَية من كل سورة،
فينشأ من هذا القول أن تكون فواتج سور القراَن كقها متماثلة، وذلك مما
لا يحمد في كلام البلغاء؟ إذ الشأن أن يقع التفتن في الفواتج، بل قد عَدَّ
(1)
(2)
(3)
ا لمصدر السا بق: 1/ 5 2 1.
ا لمصدر السا بق: 1/ 6 5 4.
ا لمصدر السا بق: 1/ 2 0 2.
99