كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

وإن كنت أترجم لشيخي، فلستُ بدعأ بين من كتبوا في تراجم
الأعلام من العلماء، فقد سبقني جلَة ممن ترجموا لأشياخهم، وأفردوا
تلك الترجمات في كتب مستفلة ثَ من هؤلاء: شمس الدين محمد بن
عبد الرحمن السخاوي، المتوفى سنة 902 هـ، الذي أفرد سيرة شيخه
الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتاب ضخم، سماه: (الجواهر والدرر
في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر) (1)، ذكر في آخره بعضاً ممن افرد
شيخه في ترجمة مفردة.
وإن كان كثير من هؤلاء العلماء الأخيار، قد دوَّنوا سيرة مشايخهم
بعد وفاتهم، فإني اَثرتُ أن ادؤَن سيرة شيخي حال حياته، وذلك لسببين:
الأول: آن تقزَ عينُه حفظه الله بذلك، ويرى أدتَّ له تلاميذ أوفياء
وابناء بررة، يسعون لتخليدِ ذكراه في حياته قبل مماته (أمدَ اللّه في عمره)،
كما يبتغون دعوة صالحة خالصة منه لهم.
والثاني: تعخل الخير، وعدم التسويف، فلا امنُ على نفسي أ ن
تختَرِمَني المنية، ويحل الأجل قبل تحقيق ما أصبو إليه من هذا الامر.
ئم أقول: لماذا يؤجِّلُ كثيرٌ من الناس الحديثَ عن العظام والكبراء
من علماءَ وغيرهم إلى ما بعد وفاتهم، وقد يجدون مَنْ يخوض في
اعراضهم في حال حياتهم، ولا يذئون عنهم؟ ام هل نكونُ مثل الذي يقول
فيه الشاعر الجاهلي عَبِيد بن الأبرص:
أبَعْدَ مؤبيَ تَزْييْنِي وتَنْدُبُني وفي حياتِيَ ما زوَّدتَنِي زَادِي
وقد كنتُ قبلَ ذلكَ دائمَ الإلحاح على شيخي حفظه الله بضرورة
(1)
قد وئقني الله لتحقيق هذا الكتاب، وطبع في دار ابن حزم في بيروت سنة
10

الصفحة 10