كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

ملْهجه العلمي: عمل الشيخ طيلة حياته، في عمله السياسي
والعلمى، على إظهار الحق وبيانه للناس، وقد نجح في ذلك إلى حد
كبير، رْغم ما في ذلك من صعوبة وعنَت، فمنذ بداية طلبه للعلم قرأ الشيخ
فكرةَ رآها هي الحق، فاقتنع بها وتبثاها، ودافع عنها، وأُوذي بسببها،
وعمل على نشرها بين الناس، رضيَ عنها من رضي، وغضب من غضب،
فهو لا يرى ضَيْراَ في نشر الواقع كما يراه، حتى لو كان مزاً، ولا يُعطي هذا
الواقع صورة مشرقة عن ماضي هذه الأمة أو حاضرها، ويقول في ذلك:
"على المؤزَخ الصادق الأمين أن يبرز الجوانب المضيئة في تاريخ بلاده،
وأن لا يغفل عن ذكر الجوانب المظلمة، حتى يهتثمَ مَنْ بيدِه الامرُ لإزاحة
الظلام عنها. وعلى المؤرخ أن يكتب ما يراه صحيحأ بتجرُّد من الهوى
لغرض ما، وان يكون صادقأ منصفأ فيما يتناوله " (1) 0
ويقول في اللقاء نفسه عن منهجه في التاليف: "البحث عن الحقيقة
وإبرازها في صورة بعيدة عن الغلو والتشويه أو الزيادة مما ليس منها، أ و
حذف ما لا ينسجم مع رغبة الكاتب " (2).
وقد قال في مفدمة كتاب (هجر العلم ومعاقله في اليمن): "وقد
أخذتُ على نفسي أن اتحزَى الحق؟ فلا حُحث مَنْ احثه يجعلُني اخفي ما لى
من عيوب ضازَة بغيره، فإذا ذكرتُ ذلك فما بي زجرُهُ والتشهير به، ولكن
ليتَعظ به غيرُه. ولا كُرْهُ مَنْ أكرهُ في سبيل الحق يجعلني أسلبُه محاسنه،
بل أشيدُ بها ليكونَ قدوةً حسنة لغيره. على عكس ما عليه أكثر المؤرِّخين
من الإشادة بمن هو مرضيئٌ عنه في نظرهم، تزلُّفاً وتم! قاً، وإن كان عاطلاً
عن المحاسن، والاقتصار على ذكر المساوى لمن ليس على هواهم،
تاركين محاسنه.
(1)
(2)
هجر العلم: 13/ 1.
هجر العلم ومعاقله في اليمن: 1/ 13.
0 0 1

الصفحة 100