كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

ويضرب لهؤلاء المؤرخين مثالاً، وهو محمد بن علي بن موسى
الضَعْدي، المعروف بابن فِنْد، حيث يقول في تاريخه (ماَثر الأبرار في
مجملات جواهر الأخبار): "والتزمتُ أيضاً ألأَ أذكرَ شيئأ من النقائص
التي تصدر في بعض الأحيان من بعض العِترة إلى بعض؟ لأني إن فعلتُ
ذلك عاد على نشري لمحاسنهم بالنقص ". ويعفَق شيخنا على ذلك
بقوله: "أما أنا فقد حرصتُ على ذكر مزايا من ترجمتُ له، لكني لا أُخفي
عيوبَه الضارة بغيره " (1).
وهو، حفظه اللّه، يعيبُ على العلماء الذين ينافقون بعلمهم، وعلى
المؤزخين الذين لا يسوقون حوادث التاريخٍ كما وقعت، ولا يذكرون
المترجَم بما فيه من صفاتٍ إنْ كانت حميدة أو غير ذلك؟ فقد ذكر في
كتاب (اعراف وتقاليد حكام اليمن في العصر الإسلامي) عن المؤرِّخ
الخزرجي، انه قال في كتابه (العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية) في
آخر ترجمة الملك المظفر يوسف بن عمر الرسولي، انه هو المقصود
بقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ملحمة تخصُّ
أهلَ اليمنِ: "ثئمَ يملِكُ الملك المظفر، فيسوسهم ثلاثين وسبعة عشر"،
وهذه المدة هي التي حكم الملك المظفرُ اليمن. فقال شيخنا صاحب
الترجمة معفَقاً على قول المؤرخ الخزرجي هذا: "وبمثل هذ 5 الترَّهات
والأباطيل يتقزَب بها بعض المؤرخين إلى حكامهم، فيزيفون لهم التاريخ
على مقتضى هواهم " (2).
وقال في الكتاب نفسه تعليقاً على قصائد نظمها الحافظ ابن حجر
العسقلاني في مدح الملك الأشرف الرسولي وابنه الملك الناصر أحمد:
(1)
(2)
ا لعقود ا للؤلؤ ية: 1/ 5 7 2.
أعراف وتقاليد، ص 7.
101

الصفحة 101