كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

إحْراج مذكراته إلى النور؟ لأثه في ذلك لا يؤزَخ لنفسه فقط، بل إنَّه يكتبُ
شطراً كبيراً من تاريخ اليمن المعاصر، وما فيه من قضايا سياسية
واجتماعية وعلمية وفكرية وعقائدية. ومَنْ يفرا كتابه (هجر العلم ومعاقله
في اليمن) يرى فيه كثيراً من جوانب حياته العلمية والسياسية، كما يرى فيه
إحا لات كثيرة في الحواشي على تلك المذكرات.
ولفَا رايتُ كثرة انشغاله بمشاريع علمية أخرى؟ من تأليف كتاب،
او مشاركة في ندوة، أو حضور مؤتمر في دولة من الدول، اليتُ على
نفسي ان أقوم بهذه المهمة، او بعضها على الأقل، فأنا على يقين أنني لا
أستطيع ان الِئمَ بجوانب حياته كفَها مفصَّلة، ولكن ما لا يُدرك كله لا يترك
قُلُه. فاستعنتُ بالئه، وعرضت الأمر على شيخنا، وبعد موافقته على
ذلك، جلستُ معه جلساتٍ مطؤَلةٍ، أسأله فيها عن كثير من شؤون حياته،
منذ طفولته إلى ساعته هذه، التي أسأل الله تعالى أن يبارك فيها، فكانت
تلك الجلساتُ هي المادة الرئيسة لهذا الكتاب، إضافةً إلى ما دؤَنه خلال
كثير من كتبه، وأخصقُ منها كتابَه العظيم (هجر العلم ومعاقله في اليمن).
وكما قيل: "كل الصيد في جوف الفَرا" (1).
فأصبحتْ بذلك هذه الترجمة أشبه بالسيرة الذاتية، التي يحكيها
المترجَمُ له عن نفسه، وسيلحظُ القارى الكريم أن كثيراً ممَّا وردَ في هذا
الكتاب كان على لسان المترجَم له، فلم أبدِّل في صياغة كلامه إلآَ في
النادر، مرتَباً ذلك ترتيباً زمنياً وموضوعياً حسب ما تقتضيه طبيعة الكتاب.
وقد قسمت الكتاب فصلين:
الأول: خاص بحياته، فبدات الحديثَ اولاً عن اسمه ونسبه
(1) ا لفرا: حما ر ا لوحش.
11

الصفحة 11