ولما فرغنا من مراجعة الكتاب وإعداده للطبع حدث ما أدمى
الفؤاد، واخرس الألسنة؟ فقد قتل القاضي عبد الله الحجري أمام الفندق
الذي كان ينزل فيه في لندن، وتوقف التفكير في طبع الكتاب، وبعد مدة من
هذا الحادث الجلل استعاد الولد محمد بن محمد الحجري هذا الكتاب:
الأصل والمنسوخ عنه من أولاد عفه عبد الله، ثم طلبته منه لطبعه،
فأحضره وقمتُ بمراجعة النسخة المعدَة للطبع منها، فأصلحتُ
وصثحت وعلقت على ما ظهر لي أنه محتاج إلى تعليق، مع انه يحتاج
إلى كثر من ذلك، وأيضاً يحتاج إلى ضبط الأسماء بالشكل وبالحروف.
كما تبئن أن القاضي لم يستقصِ ذكر البلدان، ولا استوفى ذكر
الأعلام والقبائل. ومحاولة استكمال هذا النقص قد تؤجّل طبع الكتاب
فترة طويلة، ولا ندري ما قد يحدث خلال ذلك من المعوقات، فاكتفيتُ
بما هو عليه الكتاب ليظهر.
وإذا بارك الله في العمر، وَوَجدتُ سَعَةً من الوقت، فربما أراجعه
مرة أخرى، لأستوفي النفص من ضبط للأعلام والبلدان، واستدراك ما غفل
عنه المؤلف، والتعريف بالأمكنة التي يذكرها ولم يحدَد مكانها؟ فالكتابُ
جديز بالاهتمام والعناية به، ولو لم يكن فيه إلا ذكرُه لأنساب القبائل
اليمانية، وذكر بطونها وعشائرها وأفخاذها، قديمها وحديثها، وذكر مَنْ
ينتسب إلى تلك القبائل من العلماء والفضلاء والزعماء والقادة، لكفى،
ناهيك بما شمله من أدب ووصف جغرافي للبلدان والجبال وا لأودية ".
فلت: ورغم اعتذار المحقق انه لم يو! هذا الكتاب حقَّه، إلا ألْه
أغناه بفوائد نفيسة وتعليقات قيمة؟ فمن ذلك:
1 - بيان بعضر الأوهام التي وقع فيها المؤلف او من اخذ معلوماته
عنهم وتصحيحها؟ وتشمل:
149