كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها
والتنويه بها، عدا إشارات متفزَقة أتت عَرَضَاً في بطون الكتب أو في خلال!
تراجم العلماء الذين دزَسوا بها.
لذلك رأى ان هذه المدارس جديرة بالاهتمام والذكر في كتاب
مستقل سامل لها، رغم ما يكتنف هذا العمل من وعورة في مَسَالكه،
وصعوبة في مرتقاه؟ لشج مادته، وتشتتها في مصادر متفرقة وأبحاث
متنا ثرة، وتعليقات وحواشِ هنا وهناك. (صا ا - 2 1 م).
وقد قام حفظه الله بهذه المهمة خير قيام، عندما جمع أشتات
المدارس اليمانية بين دفتي هذا الكتاب، فبلغت في مجموعها مئة وثلاثاً
وتسعين مدرسة.
وقذَم المؤلف بمقدمة ضافية تحدَث فيها عن: أنواع المدارس من
حيث تخصيصها للمذاهب الفقهية، والكتب المعتمدة للتدريس في
مختلف العلوم، ومدَة الدراسة وموعدها، واداب التدريس وطرقه.
اما منهج المؤلف في ترتيب كتابه، فقد راعى فيه التسلسل التاريخي
لتأسيس المدارس، فذكر أقدمها تأسيساً، ثم ما تلاها، وهكذا إلى اخر
مدرسة اقيمت عند منتصف الفرن الرابع عشر الهجري، وبين ما هو عامر
من تلك المدارس. كما ذكر مكان كل مدرسة، واسم من بناها إن كان
معروفاَ، وتاريخ بنائها، وأسماء من كان يتوئَى التدريس فيها، مع ترجمة
مختصرة لهم، مراعياَ الإبقاء على أسلوبها كما وَرَدت في مصادرها التي
اعتمدها في التعريف بهم، ليتمثل القارى الأسلوبَ الذي كان سائداً في
العصور السالفة، وطريقة المؤرخين في التعريف بالعلماء.
وعزَج على ذكر الكتب التي كانت تدرس في كل مدرسة، في
مختلف العلوم الاعتقادئة والفقهئة والحديثئة واللغويَّة والمنطقيَّة،
وغيرها. وذكر ما كان يتبع كل مدرسة من اوقاف تكون مصدراً للإنفاق
162
الصفحة 162
202