كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها
ولئن كان القاضي إسماعيل الأكوع قد بحث موضوعات شتَّى
تخمقُ الثراث ا أجمني شملت بلدانه وأمثاله وعلماءه وتاريخه وقبائله
و. . . فإن هذا الكتاب قد حوى ذلك جميعاً.
والحديثُ عن موضوع الهجر والتهجير في اليمن طويلٌ ومتشعِّبٌ،
وقد كفانا مؤونة ذلك شيخنا العلامة إسماعيل في دراسته المُسْهَبة التي
قذَمها إلى المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية - مؤسسة ال البيت
بالأردن - سنة 990 ام، ثم نشرت في دار الفكر بدمشق، وكانت بعنوان
(المدخل إلى معرفة هجر العلم ومعاقله في اليمن)، حيث افاضَ الحديث
فيها عن مصطلج الهجر والتهجير والقوانين والأنظمة التي كانت متَّبعة في
المعاقل والمدارس العلمية في اليمن. وإن كنا نتمنى على شيخنا الفاضل
أن تكون هذه الدراسة الموسعة ملحقة بالكتاب نفسه لتعم الفائدة؟ لأنني
أجزم أن أكثر من قرأ كتاب (الهجر) لم يطلع على الدراسة التي كتبت عنه،
والتي تعدُ مفتاحاً مهماً لفهم كثير مما جاء فيه.
وتعود معرفتي بالكتاب للمرة الأولى من خلال الدراسة المشار إليها
اَنفاً؟ حيث شوَّقتني كما شوَّقت غيري إلى الوقوف على أصل الكتاب؟
فلفَا قرأتُ تلك الدراسة علمتُ أن هناك عملاً عظيماً لا يمكن لشخص
بمفرده ان يقوم به؟ فمثل هذا العمل تقوم على تنفيذ 5 جهات كبرى،
وتُرصد له الأموال الطائلة، وتُخضَص له لجان علمية وفنية متخصِّصة، ثم
اطَّلعتُ على الكتاب قبل طبعه، عند زيارتي لشيخنا المؤلف في منْزله
باليمن في 16 شعبان سنة 412 اهـ، الموافق 19 شباط 992 ام، حيث
تفضل بإطلاعي على أصول الكتاب وما تم إنجاز 5 منه؟ فرأيتُ الأمر أكبر
مما قرأت عنه وسمعت، وليس المخبَر كالمعاين.
حفاً لفد هالني ما رايت. . إنها مادة علمية غزيرة؟ وضعها المؤلف
168
الصفحة 168
202