كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

في موسوعته هذه، جمعها على مدى ربع قرن من الزمان، جاب خلالها
القطر اليماني، متنقِّلأ بين مدنه وقرا 5 وهجر 5، يصعد أعالي جباله، ثم
ينزل إلى وديانه السحيقة، يلتقي بخاصَّة الناس وعامتهم، سائلاً هذا عن
موضع قد دَرَسَ فجُهِل مكانُه، ومُسْتفسراً من ذاك عن عالمٍ لم تُعوف
تفاصيل سيرته.
وكأني بالشيخ حفظه الله وهو يصعد قمة جبل شاهق؟ ليرى عن
كثب اطلال مدرسة في هِجرة قد هجرها اهلُها، وارا 5 يُمعن النظر في
شاهد قبر قد انمحت كثير من ملامحه، علَى يجد معلومة في تحديد نسب
صاحب الفبر أو سنة وفاته0
فالمؤلف لم يقتصر في تدوين معلومات كتابة موسوعته على
معلومات نظرية، اقتبسها من بطون الكتب، بل كانت جُلُّ معلوماته بناءً
على دراسات ميدانية توثيفئة، استقى معطمها من زياراته المتكرِّرة للبلدان
والهجر والمدارس التي كتب عنها، ومن الوثائق الشرعية التي اطَّلع عليها
في سجلاَّت الوثائق الرسمية، او ما كان محفوظاً منها عند أصحابها.
ونجد 5 - حفظه الله - يعود إلى مذكراته التي كان قد دؤَنها على مدى
نصف قرن من الزمان، وفيها الكثير من المعلومات التاريخية والجغرافية
والسياسية، والتي نأمل أن ترى النور في عالم الطباعة والنشر.
وأما هذا القدر الكبير من المعلومات المدونة في هذا الكتاب؟ فإننا
نجد المتعة في القراءة والفائدة المتنوعة؟ فالكتاب وإن كان في أغلبه
تراجم لعلماء وشخصيات يمانية كان لها دور في المجتمع اليماني على مرِّ
عصوره، إلا أننا نجد فيه الكثير من الفوائد المتناثرة، والتي لا نجدها
مجتمعة في كتاب من الكتب التي تخص القطر اليماني.
فالدارس لتاريخ اليمن لا بد له من الرجوع إلى هذا الكتاب، ومن
169

الصفحة 169