كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

3 - طفولته وبدايات طلبه العلم
الحديث عن طفولة صاحب الترجمة كالحديث عن مراحل حياته
الأخرى، يدور حولط محور واحد؟ هو العلم، فحينما أسأله عن طفولته
وعن علاقته بأقرانه وعن علاقته بوالده، وعن علاقته بأصدقاء والده؟ أجد
ان محورَ ذلك كله هو العلم، فمع أقرانه هو زميلُ دراسة، ومع والدِه كان
تلميذاً، ومجالسه مع اصدقاء والده مجالسُ علم. حتى إنَ الأيام والسنين
التي قضاها معتقلاً في السجن كانت مجالسَ علمٍ ومحاورةٍ ومناظرةٍ بينه
وبين زملائه المعتقلين من الأحرار.
وعن بدايةِ مرحلة الطلب يقولط صاحب الترجمة: " إنَّها بدأت من
حين خرجتُ من المعلامة، (وهي حُجَرٌ صغيرة مُلحَقة بالمساجد)؟ فقد
كانتِ المساجدُ أيضاً مراكز علم، فدرستُ فيها ما أدرسه من سنتين أ و
ثلاث، وانتقلتُ إلى المكتب، وهو كُتاب حكومي فيه معفم يُرسَل من
صنعاء أو من ذمار؟ ليقومَ بتعليمِ الطلاَّب: قراءة القران وتجويده،
والحساب، ويسفُونها الأعمالط الأربعة: الجمع والطرح والضرب
والقسمة، والخط. ثم دخلت المدرسة، فقرأت أولط كتاب شرح
(الاجرومية للصنهاجي)، كان يمليه عليئَ ابنُ الأخت علي بن احمد
العَنْسي، رحمه الله، وهو اكبر مني بست سنين.
ومن المظاهر اللطيفة في حلقات العلم: أن الأستاذ يسأل! طلابه،
فيقولط: ظهر؟ فالذي يقولط: ظهر، يسكت، والذي يقولط: ما ظهر، يعيد
له الأستاذ العبارة. والمقصود بعبارة ظهر: أي ظهر المعنى.
وبعد الفراغ من ذلك نراجع ما قرأناه للاستعداد للإجابة على مساءلة
22

الصفحة 22