كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

الأستادْ حول ما درسناه عنده بالأمس، ويُسفَى الضابط ".
ويقول عن برنامجه اليومي في تلك الفترة من الطلب في مدينة
ذمار: "أستيقظُ قبل الفجر، وأذهبُ إلى المدرسة، وفي بعض الأحيان
اذهب إلى مسجد عمرو، فنصفي الفجر، ونجلس نقرأ، ونحضِّر للدروس
التي سنقراها، ونستذكر ما قرأناه في الأمس، وهذا يسقَى إعادة، وكذلك
في الدروس الأخرى بعد الغداة، في الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت
الغروبي، الموافقة للسابعة صباحاً، أحْرجُ وأتناول ما تيسَّر من طعام
الإفطار، ثم أذهب إلى السوق لشراء حاجات البيت اليومية، وهي
حاجات يوم بيوم، فلم تكن هناك ثلاجات، فأشتري ما تيسر من اللحم
وتوابعه من الكراث والبقول، ثم أذهب إلى المدرسة أو إلى مسجد عمرو
للقراءة حتى نصفَي الظهر، ونعودُ إلى البيت لتناول طعام الغداء، وبعد
الغداء مباشرةً نعودُ إلى المدرسة أو إلى المسجد، وكانت الدراسة بعد
العصر عند شيخنا لطف بن زيد الديلمي.
وبعد قراءة الدروس السابقة، لا بدَّ من مراجعة الدروس التي
ستأتي، ونستذكر الدروس الماضية. ويسألنا الأستاذ في اليوم التالي،
ويسفَى الضابط، فيسأل: المسألة الفلانية، ما القول فيها؟ فمَنْ أجاد
يشكره، ومن تخ! ف يؤئبه، ولم يكن هناك عقاب؟ لأن الدراسة كانت
حرة ليست مرتبطة بمنهج مثل المدرسة العلمية التي حؤَلها الإمام يحيى
من مقو للوالي العثماني إلى مدرسة، ففي تلك اختبارات وامتحانات، أما
هذه فيأتي الطالب إليها بدوافع ذاتية، ويقول للأستاذ: إنه يريد ان يقرأ
عنده في كتاب ما ".
وعلاقته الطفولية بأقرانه كانت علاقةَ علمٍ، فكان يخرج معهم
صباحاً في أيام العُطل، يتبادلون الأراجيز الشعرية والشعر والشواهد
وإعراب أبيات أو مقطوعات شعرية.
23

الصفحة 23