كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

وأقرانُه أو اصدقاؤه الأطفال زملاء الدراسة يشاركونه افراحه
واحرْالْه، فعندما توليت والدتُه، وله من العمر ست سنين، جاءه الطلاب
مع معلمهم معزْين. ويصف ذلك المشهد وما فيه من براءة الأطفال قائلاً:
"كنت أعي ذلك الموقف، ولكن لا اعي الاَن شكل والدتي وصورتَها،
لكني اذكرها وهي مُسَجَاة بعد غسلها وتكفينها، والنساء حولها يبكين،
والمغَشلة والمكفنة رَمَت لي بقارورة العطر التي تُسكب على الكفن،
وأذكر انني التحقتُ بالمِعلامة (الكئاب)، فجاء الطلاب زُرافاتٍ إلى
البيت ينشدون قبل خروج الجنازة:
يامَنْ بدنياه اشتغلْ وغَزَهُ طُولُ الأمَلْ
المَوْتُ ياتِي بَغْتَةَ والقَبْرُ صُنْدُوقُ العَمَل
ووقف الطلأَب منتظرين خروج الجنازة، وكنت املأُ زجاجة العطر
ماءَ وأفرغها فوقهم! ".
وفي فترة طفولته كان ملازماَ لوالده في حفَه وترحاله، في بيته وعند
اصدقائه، يحضر مجالسه العلمية في المدرسة والمسجد والبيت؟ فيذكر
انه ذهب مع والده وعمره ست سنين إلى شيخه، يعني: شيخ والده،
يحيى بن محسن العنسي الذي اجازه إجازة كبيرة.
وقد سافر مع ابيه إلى مدينة إب سنة 348 ا هـ، وله من العمر عشر
سنوات، لزيارة ابنه محمد، وبقي عنده عدة شهور، فكان يقرأ عند اخيه
في رباط الغيثي، الذي يبعد عن مدينة إفي قرابة كيلومترين.
ويفول: "إنَ المدرسة الحقيقية كانت مدرسة الوالد رحمه اللّه،
واكثر الاستفادة من جلساته العلمية، وكنت أحضر شطراً من اليوم في
مجلس الوالد؟ ذلك لأني كنت في غالب الأيام اقوم بخدمته وخدمة مَنْ
يرتاد مجلسه من العلماء والباحثين والدارسين؟ إذ كان يأتي إليه بعض
24

الصفحة 24