كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

5 - مناشطه السياسية في عهد الأئمة
شحث الفتى اليافع، ونشا في بيئة علمية كان لها أثر كبير في توسيع
مداركه، وزيادة وعيه في امور الحياة، ولم يكن تقليدياً في تعثمه وتعليمه؟
فقد كان له شيوخ فضلاءُ، لا يكتفون بتعليمه وزملائه العلوم الأولية من
فقه وحديث وعربية وغير ذلك، بل كانوا يغرسون في نفوس طلابهم بُغضَ
الظلم والظالمين، وينئهونهم إلى ما يقع من ظلم الإمام وأعوانه على عامة
الرعية.
ومن هؤلاء: القاضي عبد الله بن محمد العيْزري، الذي كان يبيِّن
ظلم الإمام تصريحاً لمن يثق بهم، او تلميحاً في المجالس العامة، وما
كانت انتقادات العَيْزري تُؤْخَذ مأخذ الجد في بداية الأمر، لكن اثارها
بقيت ماثلة في نفوس طلابه، حتى تبلورت إلى كيان واقع، تمثَّل في حركة
معارضةٍ قوية أدَتْ بعدَ سنوات إلى إسقاط حكم الإمام، وقيام نظام اَخر.
والمطالع لترجمته في (هجر العلم ومعاقله في اليمن) (1) يلمسُ مدى
تأثيره في بيان ظلم الإمام يحيى ونقمة الرعية عليه.
ومنهم أيضاً: ثابت بن سعد الدين بهران، الذي كان له منشط
سياسي وطني ضد سياسة الإمام يحيى، فاعتقله لبعض الوقت، ثم افرج
عنه. ولما قُتل الإمام يحيى زاد نشاطه مع الاحرار في حكومتهم
الدستورية بزعامة الإمام عبد الله بن أحمد الوزير، ثم لمّا أخفقت هذه
الحكومة، واستعاد الإمام أحمد حميد الدين الحكمَ، سجن بهران مع من
(1) هجر العلم ومعاقله في اليمن: 3/ 96 4 1 - 08 15.
38

الصفحة 38