كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

سُجن من الأحرار، ثم أُخلي سبيله (1).
وينشأ صاحبُ الترجمة حرّاً أبيّا، يأبى الظلمَ، ويسعى إلى تغييره،
لكنَّ ارتباطَه الشديد بوالد 5 المسن قئد حركته، فاَثر البقاء إلى جانبه في
ذمار للقيام على رعايته وخدمته، إلى أن توفاه الله سنة 363 ا هـ؟ حيث
أخذَ مكانه في العمل الجادّ مع الأحرار، متمثِّلاَ بقول الشاعر:
خَلا لكِ الجَوُّ فبيضي واصفري ونقّري ما شئتِ أنْ تُنَقِّري
وجاء أخوه الاكبرُ القاضي محمد من مدينة إب بسبب وفاة
والدهما، ولمّا فرغا من العزاء، عادا معاً إلى مدينة إب، وهناك بدأ العمل
الجاد في الحركة الوطنية. وكان قبل ذلك قد ذهبَ إلى صنعاء سنة
362 ا هـ، 943 1 م، واجتمع مع بعض الأحرار فيها للتنسيق والتشاور.
ورغم أن عمل الأحرار، كما يقول صاحب الترجمة، لم يكن عملاً
حزبيأ منظماً، إلآَ أئه كانت تُعقَدُ لقاءاتٌ سرية يتئمُ فيها بحث بعض القضايا
والمشكلات القائمة التي تهتمُ أبناء اليمن، والاتفاق على ما يجب فعلُه
لتخليص الشعب اليمني من الظلم والجوْر الواقعَيْن عليه.
وقد انضوى تحت لوائهم كثير من اعلام اليمن ورجالاته، بعضهم
ممن كان له ارتباط وثيق بالإمام يحيى؟ مثل القاضي عبد الرحمن بن يحيى
الإرياني، ففد كان من أوائل الأحرار، فاعتقله الإمام أحمد بن يحيى
حميد الدين بضع سنوات، ثم أفرج عنه، وعئنه عضواً في الهيئة الشرعية
في تعز، ولكن مع ذلك لم تنقطع صلة الإرياني بالأحرار، ولكن بحذر
"ص ير (2)
ولحسم.
(1)
(2)
هجر العلم ومعاقله في اليمن: 1/ 123.
المصدر السابق: 1/ 96.
39

الصفحة 39