كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

يقول عن نشاطه في العمل مع الأحرار: "إنَ هذا العمل كان فيه
حْطر كبير؟ لأننا لم نكن نتصور أننا سنُسجن ونُبعَد عن أهلنا، ونقيَّد
وتُوصْع الاغلال في أعناقنا والقيود في اقدامنا.
واذَى بي الأمر إلى السجن مرتين؟ المرة الاولى في عهد الإمام
يحيى، وكان من المفروض ان احبس وأنا في صنعاء، فعدتُ راجعاً إلى
ذمار، فبعث الإمام يحى برقية إلى عامل ذمار علي بن أحمد بن قاسم
حميد الدين ليقبض عليَّ، وانتظر العسكر المكلّفون باعتقالي وصولَ
السيارة التي كنت اركبها؟ حيث كانت تأتي سيارة نقل كل شهر أو نصف
شهر من صنعاء، فانتظر العسكر خارج المدينة لا أدري كم من الوقت،
ورجحوا ليخبروا العامل أن السيارة لم تحضر، ثم جاءت بعد نصف ساعة
ونزلتُ وحملت معي حقيبتي، وفيها أوراق ومنشورات، وفيها أيضاً
وثائق لأرسلها إلى مَنْ في إب من الأحرار، فأبلغوا العاملَ بقدومي،
فجاء جنديان واحاطا بالبيت، وكان قد نتهني احد الجيران، وهو القاضي
احمد بن أحمد العَنْسي، بأنَّ حول بيتنا بعض العسكر يبحثون عني،
وبمجزَد ان علمتُ ذلك، أخذت الحقيبةَ التي فيها الاوراق المهمة،
وصعدتُ إلى اعلى السطج وهو مرتفع، ووضعتها فيه، وقرع الجنديان
باب منزلنا، فنزلت في ثوبي حاسر الرأس، وليس في قدمي حذاء،
وساقني الجنديان إلى السجن، وكان ذلك في 28 شوال سنة 363 ا هـ،
وبقيت في سجن ذمار نحو اسبوعين تفريباً.
وفي اليوم الثاني من اعتقالي ارسل عامل ذمار رئيسَ بلديتها
حمود بن علي عباد ومعه بعض العلماء، فجاؤوا وفتشوا البيت، ولاسيما
خزانة الكتب، فلم يجدوا شيئاً مما ظنوه أنه معي كذلك.
وكتب عامل ذمار إلى الإمام: إننا لم نجد معه شيئاً، وكانت هناك
42

الصفحة 42