كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

بتخفيف العذاب، والسماح لنا بركوب اي سيارة، فأجاب علينا بما يلي:
"من الإمام إلى صبرة ورفاقه، ما كان أغناكم عفَا ساقكم الشيطانُ إليه من
إنكار نعمتنا على اليمن، التي لم تعرفها منذ عهد الإمام علي بن أبي طالب!
وماذا تريدون؟ ومَنْ تريدون؟ وقد أمرنا (موتر (عسلان (1) لتركبوا عليه من
مَعبَر إلى يريم ".
ثم واصلنا السير من يريم على الأقدام إلى مدينة إب، حيث بقينا في
سجنها عدة أيام، ثم أمر الأمير الحسن ابن الإمام يحيى حاكم لواء إ ب
بتطويق أعناقنا بسلسلة حديدية أخرى لنقلنا إلى تعز، وكان معنا القاضي
عبد الرحمن الإرياني، والقاضي أحمد المعلمي، والشيخ حسن بن محمد
الدعيس، والنقيب عبد اللطيف بن قايد راجج، فأركبوا هؤلاء الاربعة
فوق الحمير تحت حراسة النقيب علي بن علي الفقيه ومجموعة من حرس
ولي العهد أحمد ابن الإمام يحيى، ومشينا جميعاً مُشاةً ورُكباناً إلى بلدة
السَّئاني، حيث كانت تنتظرنا سيارة نقل، فركبنا عليها مع الحرس إلى
تعز، ومنها إلى السئاني، وكانت أشبه بسيارة القُمامة أو سيارة البضائع،
ومع ذلك فقد شعرنا براحة وفرح عظيمين عند ركوبها، لشدة ما نحن فيه
من تعب وإنهاك.
وقد تخلَ هذه الرحلة الشاقة التي دامت ثمانية أيام، وقطعنا فيها
(250) كيلو مترأ، ضروبٌ من الماشي والاَلام " فلم يُسمح لاحد منا ا ن
يفك عنه الغل من محنقه ليذهب إلى البراز لقضاء الحاجة. وكنا إذا احتاج
أحد منا إلى ذلك يجلس زملاؤه معه حتى يتمكَن من قضاء حاجته. كما
كنا ننام بعضنا إلى جوار بعض، والأغلال في اعناقنا، وكنا حينما يشتد
(1)
الموتر: سيارة نقل للبضاعة، وعسلان: احد تجار صنعاء، وهو الوحيد من
التجار الذي كان يملك هذا الموتر؟ ولهذ! فان الإمام كان يعلم بتحركه.
45

الصفحة 45