كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

الله عليه بالإفراج سنة 1366 هـ، وبقي طليقأ بضعة شهور، ثم قُتلَ الإمام،
وقامت الثورة الدستورية في قصة طويلة، وعندها سُجنتُ أنا وأخي في
عهد الإمام احمد، فمكث هو في السجن سبع سنين، وأنا سجنتُ قرابة
ثلاث سنين، وخرجنا ونحن نتمثلَ قول شاعر اليمن الشهيد محمد محمود
الزبيري، حينما فزَ إلى عدن مع زميله الأستاذ احمد محمد نعمان:
خَرَجْنَا مِنَ السِّجْنِ شُئمَ الأنُوفِ كَمَا تَخْرُجُ الا! سْدُمِنْ غَابِهَا
إلآَ ان السجن اثر في صحة نزلائه، فخرجت منه لمَا خرجت مُنْهَكاً
ومتعبأ، فقد كان الجانب الأيمن من وجهي مسوداً بسبب سوء التغذية.
وكان سبب خروجي من السجن انَ القاضي احمد بن قاسم العنسي،
احد الزملاء في السجن، ذهب بعد إطلاق سراحه إلى تعز، وسمج له
الإمام احمد بالمثول بين يديه، فسأله عن أشخاص بعينهم من المساجين،
كنت من ضمنهم، فقال له: هذا ليس محسوباً في الأحياء، ولا هو في
الأموات معدود، فجاءت برقية من الإمام إلى نائب حجة لإطلا! تى
سراحي، فخرجت من السجن، وذهبتُ إلى نائب الإمام في حخة للسلام
عليه وللاسسّذان منه بالسماح لي بزيارة أخي في سجن قاهرة حجة، فأذن
لي، فسثمت على أخي وعلى مَنْ معه من السجناء الذين اصطفُّوا لتوديعي،
فسثمت عليهم وودَعتهم، وبتُّ ليلة عند الأخ محمد طاهر مدير البردتى،
وواصلتُ السفر إلى صنعاء، ومن صنعاء إلى ذمار، ومنها إلى تعز.
وقد غضب عليئَ الإمام غضبأ شديداً؟ لأنني لم أذهب إليه فور
خروجي من السجن مباشرة، ولم يقبل أن يسمح لي بالدخول إليه والمثول
بين يديه، أو العطف مدة طويلة، وهذا الذي جعلني أفكر بالخروج من
اليمن.
وكان بعض الأصدقاء؟ مثل محمد بن عبد الرحمن الشامي رحمه
48

الصفحة 48