كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

وكلاء المغتربين في عدن ان يدئَه على مَن يعلّمه اللهجة اليمانية كتابةً
ونطقاً، فذكر له اسمي، لما بيننا من وُد، فواففتُ مقابل أجرٍ زهيدٍ من
المال اقترحته انا، واستفدت منه كثيراً رغم ضاَلته.
كما كنتُ في عَدَن أكتب مقالات باسم مستعار في جريدة (فتاة
الجزيرة) لصاحبها محمد علي لقمان، وكذلك في جريدة (الفضول)
لصاحبها عبد الله عبد الوهاب نعمان الناطقة باسم ا لأحرار.
ثم كتبت إلى الأستاذ الزبيري مُبْدياً رغبتي في السفر إلى مصر بعد
قدوم ابني محمد من ذمار، وبعد أن تعب تعباً شديداً من حرِّ عدن، فكان
لي هذا، وبدات الرحلة الطويلة خارج الوطن ما بين مصر وسورية وغيرها
من البلاد.
ومكثتُ في القاهرة ثلاث سنوات، ثم رحلت إلى سورية للإشراف
على عدد من الطلاب الذين جاؤوا إلى دمشق للدراسة فيها على حساب
الحكومة السورية، ثم عدت إلى القاهرة.
ثم ذهبت للحج سنة 378 اهـ، وهنالك التقيت بأخي القاضي
محمد، الذي حضر للحج، وأحضر معه اهلي وابنتي، وعدتُ بهما إلى
القاهرة، فسكنتها حتى رجعت إلى اليمن سنة 969 1 م للاستقرار فيها.
ولفَا مرَّ الإمام أحمد حميد الدين من بور سعيد في طريق عودته من
إيطالية إلى اليمن، قابلته في الباخرة مع عدد من أعيان اليمن المقيمين في
القاهرة، فدعاني للرجوع إلى اليمن، فعدتُ إليها سنة 386 اهـ،
960 ام، فاستقبلني بودَّ وحَفَاوة، وقال لي: لماذا هربت؟ فقلت له:
حْوفاً منك؟ لأني بعد خروجي من اليمن لم أرَ منك لفتة أو بارقة أمل
من ذمار، وعلي أحمد سعيد الدعيس، وغيرهم.
50

الصفحة 50