كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

6 - مناشطه السياسية في العهد الجمهوري
"بعد قيام الثورة ذهبتُ إلى صنعاء لتهنئة قادة الثورة بنجاحهم
وزوال العهد الملكي. ثم عدت إلى موسكو بعد أن ترقَّيتُ إلى درجة
وزير مفوَض، وبقيت في عملي لفترة قصيرة، ثم جاء من يخلُفني في
العمل في هذا المجال، فرجعت إلى صنعاء، وعُهد إلي أن أكون مستشاراً
ثقافياً في سفارة اليمن بالقاهرة في أواخر سنة 963 ام، أو أوائل سنة
964 1 م، فاشتغلتُ فترة قصيرة، لكنني لم أجا العمل، بسبب مشكلات
الطلاب ومتاعبهم، فانقطعت في بيتي في القاهرة، عاكفاً على القراءة
والكتابة، فأكملت تأليف كتابي (الأمثال اليمانية)، وانشغلت بلقاءات
الأصحاب والزيارات العلمية، والترذُد إلى دار الكتب المصرية، ثم
رجعت إلى اليمن.
وفي سنة 964 1 م، او 965 1 م عملت في وزارة الخارجية، وعُيِّنت
نائباً ثانياً لوزير الخارجية.
وبعد ذلك عُيهنت سفيراً متجولاً، ولم أستقر في اي عمل إلا بعد ا ن
وقعت النكبة الطامة واحتلال بفية فلسطين سنة 967 1 م، وكنتُ إذ ذاك في
مصر، وكان فيها ايضاً بعض أعيان اليمن: كبراؤهم وعلماؤهم
وضباطهم، وفي مفدمتهم القاضي عبد الرحمن الإرياني، الذي كان
سجيناَ في منزله، والأستاذ احمد محمد نعمان، والفريق حسن العَمْري،
وغيرهم، مفَن زجَ بهم جمال عبد الناصر في السجون. وبعد الهزيمة
رجعوا إلى صنعاء، وعلى رأسهم القاضي عبد الرحمن الإرياني، ورضيَهُ
الناس رئيساً، وعُزِل ال! لأَل، وكان خارج اليمن، وكانوا يريدون قتله قبل
52

الصفحة 52