كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

ثم التحقتُ بالمركز الدولي في سرس ليان في محافظة المنوفية،
التابع لإحدى المنظمات الدولية، على حساب الأمم المتحدة، وكان يقبل
من كلِّ دولة عربية ما بين ثلاثة إلى خمسة أفراد للتدريب في موضوعات
ستى، مثل الزراعة والأحوال الاجتماعية، وتعليم الأميين الكبار،
فرشحني أحد الأصدقاء، وهو القاضي إسماعيل بن احمد الجرافي،
السكرتير الأول آنذاك في المفوضية اليمنية في مصر، مع أربعة آخرين
للالتحاق بهذا المركز. ومكثنا فيه سنتين، وكنا نعطى راتباً شهريأ قدر 5
(25) جنيهاً مصرياً، يقتطع منها 5 جنيهات مقابل رحلة سترتب لنا
مستقبلاً بعد الانتهاء من الدراسة، وهذا ما تثمَ فعلاً؟ فشاركت في هذه
الرحلة، أما زملائي فلم يشاركوا فيها.
وكانت رحلة بحرية انطلقت من الإسكندرية إلى اثينة، ومنها
اتَجهنا في القطار إلى بلغراد عاصمة يوغسلافية، وهناك زرنا بعض
المصانع، ورأينا الطرقَ التي انشاها جنودُ بعض الفرق العسكرية،
ومشاريع اخرى قام ببنائها الجنود أيضاً، فتذكَرت حينها أوطاني من بلاد
العُرْب، لم لا يفعلون مثل هذا بدل أن يكتفوا بإطعام الجنود وإسكانهم
داخل ثكناتهم العسكرية؟.
وعلى ذكر هذ 5 القصة كان يوجد في ذمار قرابة 0 40 راس من
الخيول المطهمة ومثلها في يريم، فقال القاضي عبد الله العيزري رحمه الله
(1278 - 364 اهـ) مقالته التي شاعت في بلاد اليمن: هذ 5 الخيل
المرابطة لم تَرُث رَوْثة واحدة في سبيل الله!.
ئمّ سرنا من بلغراد إلى زغرب عاصمة كرواتية، ثم إلى مدينة تريستة
المتنازع عليها آنذاك بين إيطالية ويوغسلافية، وهي مدينة جميلة. ودخلنا
إيطالية، فتغيَّرت المواضع والأماكن عما راينا 5 في يوغسلافية الشيوعية،
58

الصفحة 58