كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

ففي ا لأولى كنا نرى الوجوهَ الشاحبة، أما في إيطالية، فالجمال والمسارح
واللقاءات. وكنا ننزل في بيوت تابعة للكنائس لرخص أجرتها. وفي
مدينة كابري بإيطالية ركبنا للمرة الأولى المصعد المعلق (التلفريك)،
وركبته وانا خائف مرعوب!.
وكانت رحلة شاقة، فعدنا إلى رومة، ومنها اتَّجهنا إلى نابولي،
ومكثنا فيها يوماً أو يومين، ثم ركبنا الباخرة متَّجهين بالقطار إلى مدينة
برلْديزي على شاطئ بحر الإدرياتيلف، ومنها عدنا إلى الإسكندرية،
فوصلناها فجراً، وما أجمل منظر إشراق الفجر وبزوع الشمس ونحن نرى
مدينة الإسكندرية وبهاءها وجمالها. ونزلنا هذه المدينة، فأقاموا لنا فيها
حفل استفبال.
وبعد مكوثي في مصر سنوات عدة انتقلت إلى سورية، حيث بقيت
فيها سنتين وبضعة اشهر، وكنت أشرف على بعض الطلبة اليمانيين
المقيمين هناك على حساب الحكومة السورية.
وأثناء وجودي في سورية تصَّت الوحدة بينها وبين مصر، ثم انضمَّت
إليهما اليمن في اتحاد مع الجمهورية العربية المتحدة، ورأيتُ فرحة
الناس بهذ 5 الوحدة تغمر وجوههم، وكان الناس يأتون إلى دمشق زرافاتٍ
ووحداناً من محافظات سورية المختلفة، وينتظرون في الشوارع ساعات
طوال لمشاهدة الرئيس جمال عبد الناصر، حتى نساء الطبقة العالية، كنَّ
يأتين في ئياب مُحتشمة لرؤية الرئيس جمال عبد الناصر، واللبنانيون أيضاً
كانوا يأتون أفواجاً من جميع طبقاتهم وفئاتهم لرؤية جمال عبد الناصر.
وكانت أول زيارة لي قبل أن أتو! ى اي عمل حكومي تلك الزيارة
إ! ى ا! دانمارك مع الأستاذ السفير أحمد بن أحمد المِصواحي، حيث
رشَحتْنا الممْؤَضئة اليمنية في القاهر 5 لحضور ندوة في الشؤون ا لاجتماعية
59

الصفحة 59