كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

كتاباًاو نشرَ مقالاَ إلأَ قدَم إلي نسخةً منه، أو بعث بها إليئَ بالبريد او مع
صديق. وطالما كانت مجالِسُنا عامرةً بأُنس حديثه، وبواسع ثقافته،
وبسديد رايه، وعُمق اتصاله بالتراث، وهو - مع هذا الجدِّ - حلو الدُّعابةِ،
واسعُ الأفق، لا يتعضَبُ لراي ولا لمذهب، يطيَلُ الاستماع في
المجالس، ثم يفبَلُ ما بدا له - من خلالِ الحديثِ - أنَّه الرايُ الأصوبُ؟
وإن كان مخالفاً لر أيِ سابقٍ له.
وقد سزَني أثي رأيتُ في هذا الكتابِ مصداقَ كثيرٍ من صفات
الشيخ، وعليها أمثلةٌ من بعض مواقفه وبعض كلامه في مؤتَفاته ومقالاته،
ورئما كان اكثر ما شذَني في هذا الأمر هو موقفه من الاجتهاد، والبعد عن
التعضب لرأي او مذهب. ومن ذلك قولُ المؤلَفِ: "لم يتقتدِ الشيخُ
بمذهب فقهي بعينه، بل نجده يدور مع الدليل، من الكتاب وصحيح
السنة، حيث دار، ويمني على مَن هذا شأنُه، ويَعيبُ على من يجمُدُ على
رأي الأصول او الفروع، وإن كان الدليلُ يخالفه، وقد بيق منهجه هذا في
مقدمة كتاب (هجر العلم ومعاقله في اليمن) (1) بقوله: "أنكرتُ على
المتعصبين تعصُبَهم لغيرِ الحق، وشدَدتُ النكيرَ عليهم. . . ".
وكذلك سرّني اني رايتُ مصداقَ راي فيه فيما ذكره العلاّمة الشيخ
حمد الجاسر رحمه الله عنه وعن أخيه الفاضي محمد في كتابه: (اليمن بين
1 5) (2)
مؤرحيْن معاصرَين
وقد استطاع مؤكفُ هذا الكتاب ان ينقلَ إلينا صوراً حية عن الحالِم
الجليلِ، وعن اسرته، وعن صفاته الخَلْقية والخُلُقية، وعن رحلاته التي
اتّصلَ لمحيها بكثيرٍ من العلماء والأدباء في البلاد العربية، وبعض البلاد
(1)
(2)
هجر العلم: 1/ 3.
اليمن بين مؤرخين معاصرين، ص 38.

الصفحة 6