وكان قد زار اليمن وعرفها وأحبها، وصوَّر كثيراً من نوادر المخطوطات،
فكنتُ القى منه ترحيبأ حارأ، واستخرج لي بطاقة لأستعير ما أريد من دار
الكتب. ومن صفاته الشخصية أنه كان صاحب دُعابة، ولديه مهارة فائقة
في اختراع النكتة.
وفي مصر عرفتُ الدكتور شوقي ضيف، رئيس مجمع اللغة العربية
الحالي، وكنا نلتقي في منزل الدكتور خليل يحى نامي كما ذكر سابقاً.
وعرفت في مصر كذلك الأستاذ الدكتور عبد العزيز الأهواني، وهو
من فطاحل العلماء، ومتخصص في الدراسات الأندلسية ادباً وتاريخاً،
وكان يُبادلني الزيارة، والأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، وكان من
العلماء الثقات. وفي بيته كنت ألتقي بأساتذة وأصدقاء كثر؟ منهم:
الدكتور محمود الطناحي، وكنتُ انا وإيا 5 نذهب عند الأستاذ محمود
شاكر في مصر الجديدة، والدكتور عبد الحليم النجار، الذي ترجم الجزء
الأول من كتاب (تاريخ الأدب العربي) لكارل بروكلمان، وكنت أنا
والدكتور النجار نلتقي في بيت الدكتور خليل يحى نامي لمراجعة كتاب
(النسبة إلى المواضع والبلدان) لبامخرمة؟ لتحقيقه وطبعه، ولكن هذا
العمل توقف لوفاة الدكتور عبد الحليم النجار رحمه الله.
والتقيتُ أيضأ بعبد المجيد قطامش، وكنا نقرأ معاً كتابي (الأمثال
اليمانية)، وكانت الفكرة أن أضيف إلى أمثال اليمن ما يشابهها من الامثال
العامية في الأقطار العربية، وهكذا خرج المجلد الأول على هذا النمط
سنة 388 ا هـ، 968 ام. وكان الفضل في طبعه يرجع إلى الأستاذ محمد
أبو الفضل إبراهيم، الذي دلَّني على مكتبة المدني، فذهبتُ معه إلى
مديرها، ثم ائفقت على طبع الف نسخة، وأعطيتُ دار المعارف (0 0 9)
نسخة لتقوم بتوزيعها، ولكنها لم تعطني إلى الان ثمن ما باعته من
الكتاب!.
78