كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

ويقول حْالد ايضاً عن أبيه: كان والدي حفظه اللّه مرتَّباً جداً في
حياته، غاية في النظام والانضباط، فأثر ذلك في طريقة حياتنا اليومية.
وكان يغرس في ابنائه روح الاعتماد على الذات والثقة بالنفس.
وفي ذلك يقول ابنه خالد: لازلت أذكر كلامَه إلي: لقد ربيتكم تربية
حسنة، وعثمتكم تعليماً جيداً، وأفَنت لكم مسكناً تأوون إليه إن جار
عليكم الزمان، فعليكم الاَن أن تشفوا طريقكم بأنفسكم، وتختاروا نمط
حياتكم الذي تريدون. لقد ورَّثتكم علماً ومجداً، ولم أسْعَ أن أورِّثكم
مالاً.
أما ابنته الصغرى جمسرى فتقول: كان والدي ولا يزال نِعْمَ الأب،
ونعم الصديق الصدوق لي؟ حيث لم اشعر في مرحلة ما من مراحل عمري
أنه كان بعيداً عني، أو قاسياً في معاملته لي، وقد سعى، حفظه اللّه، منذ
نعومة أظفاري إلى تربيتي على حسن الخلق، وحسن المعاملة مع الغير،
والتواضع لمن هم دوني، واحترام من هم أكبر سناً مني.
وقد عؤَدني دائماً أن أرجع إليه في شؤوني كلها، فمنذ كنت طالبة
في المدرسة الابتدائية، أرجع في نهاية اليوم الدراسي لاخكي له ما مزَ بي،
وكبرتُ وكبرتْ معي هذه الصفة؟ فأنا الاَن أذهب إلى عملي في إحدى
الدوائر الحكومية، ثم أعود إلى بيتنا لأحكي لوالدي ما مرّ بي؟ لأنني
أشعر أنني ما زلت بحاجة إلى نصح الوالد وإرشاداته الحكيمة.
شكره لمن أسدى اليه معروفأ: من الصفات الحميدة التي يتمتع
بها القاضي حفظه الله: اعترافه بجميلِ صُنع مَنْ قذَمَ إليه معروفاً أياً كان
مقدار هذا المعروف، رائدُه في تطبيق هذا الأمر امتثال حديث الرسول
ع! يو: "لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُر النَّاسَ"؟ فيشكر هذا على معلومة أفاده
إياها، أو صورة مدرسة أو هجرة قذَمها إليه، أو ترجمة عَلَمٍ لم يكن يعرفه
90

الصفحة 90