كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

بذكر مصادر 5، والإشادة بفضل من استفاد منه في جميع مؤلفاته، وهي
ميزة تدل على سمو نفسه، وسير 5 على المنهج العلمي الفويم، بخلاف
كثير ممن يتصدى للتأليف في زماننا ممن يَحُعمنُ في نفسه مركَبَ نقص،
فيحاول ستره بإبرازها بصورة الكمال، بتجاهل ما لذوي الفضل عليه،
ممن اغار على أفكارهم بأية وسيلة من الوسائل " (1).
صلته للرحم: وهدْه أيضأ صفةٌ من الصفات الحميدة التي يتصفُ
بها الشيخ حفظه الله، وكان اول من غرس فيه هذه الصفة هو والده، وقد
أشار إلى ذلك في أول كتابه (تاريخ اعلام اَل الأكوع) حينما أهدى هذا
الكتاب إلى والد 5، فقال: إئه "غَرَس في قلوب ابنائه حُمث الرحم، وحثهم
على صلة ذوي القربى، مهما نأت بهم الدار، وشطَ بهم المزار، والزمهم
بتعهدهم بالزيارة وتفقُد أحوالهم ".
وقال لي حفظه الله: "ولشدة حرصي على الامتثال لطاعة والدي
رحمه الله، ففد ذهبت بعد وفاته ذات مرة راجلاً من ذمار إلى قرية شِرعة من
مِخلاف سائلة زبيد لمدة أربع ساعات، حيث توجد فيها إحدى الأرحام
البعيدات لزيارتها، وكنت أزور بعض الأرحام وأنا لا أعرف مدى صلة
القرابة بينهم وبين الوالد".
وهو لا يفعل ذلك إلا طلباً لِبز والده في حياته وبعد مماته، وابتغاء
مرضاة الله.
حمله هموم المسلمين: رغم هَجْر الشيخ للسياسة والعمل
السياسي منذ سنوات طويلة، وتفزُغه للعلم والبحث العلمي، إلأَ أثه بقي
يحمِلُ هموم الأمة وما ينتابها من وَيْلات ومصائب، فيرصد دوماً ما يُحاك
(1) اليمن بين مؤزخين معاصرين، ص 4 6.
92

الصفحة 92