كتاب إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها

صْدها من مؤامرات من قِبَلِ اعدائها، ويتابعُ ما يحدث في ارض فلسطين،
وأرصْ العراق، وأرض افغانستان، والشيشان، وغيرها من بلاد
المسلمين.
وهو، حفظه الله، في رسائله إليئَ، أو عند الاتصال به، لا بدَّ أ ن
يعرج على حَدَث من احداث العالم الإسلامي، مُبْدياً سرور 5 وفرحه لأي
خير يصيبه المسلمون، ومعبِّرأ عن حزنه وألمه لما ينالهم على أيدي
أعدائهم، أو ما يدور بينهم من خلاف ونزاع وشقاق.
ولم يغفل عن بيان هموم المسلمين في المحافل العلمية والدولية
التي كان يشارك فيها، وأذكر في هذا المقام، مثالاً على ذلك، تلك الكلمة
التي ألقاها في الندوة الدولية حول (موقف الإسلام من التراث العلمي)،
التي عُفدت في الدوحة من 30 - 31/ 12/ 01 20 م، وكانت مناسبتها
إقدام حركة طالبان على تدمير الأصنام البوذية في مدينة باميان الأفغانية،
فقال حفظه الله في كلمته تلك:
" لا جرم أن ما سعت إليه المنظمات الثلاث: اليونسكو
والإيسيسكو والإليكسو إلى عفد ندوة دولية حول موقف الإسلام من
التراث العالمي دعي إليها عدد من العلماء المسلمين لاظهار القول الفصل
في هذا الأمر الخطير؟ إذ إنَّه ما من شك في أن الإسلام بريء مما رُمي به
من اعدائه.
فمن المعروف تاريخياً أن المسلمين حينما فُتح لهم كثيرٌ من أقطار
الأرض ذات الحضارات العريقة التي ازدهرت فيها قروناً عدة، ولاسيما
الحضارة الفينيقية في بلاد الشام وشمال إفريقية، والحضارة الاَشورية
والبابلية في العراق، والحضارة المصرية في وادي النيل، وحضارة ما
وراء النهر (جيحون) في اَسية الوسطى، حافظوا على تلك الحضارات،
93

الصفحة 93