واجدني في هذا الباب أنفلُ ما قاله العلامة حمد الجاسر في المترجَم
له ولأخيه القاضي محمد، حينما ترجم لهما في كتابه (اليمن بين مؤرخين
) (1)
صرين، حيث قال: " والأستاذان الجليلان ينْزِعان منزعا واحدا،
هو عدم العكوف على ما هو متوارَث في كثير من الأقطار الإسلامية، على
اَراء العلماء، والتعصُب لها ايّاً كانت، بل التحزُر من كل ذلك، وسلوك
نهج الاجتهاد، والأخذ بالدليل، واطّراح ما خالفه، والسير في هذا على
ما سار عليه السلف الصالج، من عهد المصطفى! ي! وأصحابه رضوان اللّه
عليهم، وتابعي منهجهم في القرون الثلاثة المفضَّلة، ومنهم ائمة
المذاهب المشهورة؟ كزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،
وأبي حنيفة والشافعي واحمد بن حنبل، فما منهم إلا من نهى عن التقليد،
واوضج انه إنما يتحرَّى في آرائه الحق الذي يسندهُ الدليل من كتاب الله،
والثابت قولاً وعملاً من سنَّة رسوله عليه الصلاة والسلام، وسار عليه
بعدهم الأئمة المجتهدون المجددون، الذين قل ان يخلوَ عصرٌ من
العصور الإسلامية منهم، وهو كما وصفه القاضي إسماعيل بقوله:
الرجوع إلى العمل بكتاب الله وسنَة رسول الله ع! ييه هو المنقذ الوحيد
لانتشال المسلمين من محنة الصراع والخلاف والشقاق القائم بينهم منذ
زمن طويل، وهم يتخبَطون فيها حتى ضعُفوا واستكانوا، ثم نفذ إليهم
اعداؤهم، فوسَعوا شُقة الخلاف، ودفعوا بعضهم لمحاربة بعض، بعد ا ن
أغْرَوْا بينهم العدواة والبغضاء " (2).
دفاعه عن السنًة: ولنبذه التقليد، نجد 5 دائم الدفاع عن السنَّة
النبوية وأهلها من العلماء، ولا يَدَعُ مناسبةً في كتابٍ ألَّفه أو مقالة يكتبها،
(1)
(2)
اليمن بين مؤرخين معاصرين، ص 38.
هجر العلم: 1/ 13.
98