كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

ترتسم في مخيلتهم صورة ملفوفة في إطار تلك الخرافات، مع أنهم لو تأمَّلوا
سِياق القرآن لوجدوه ينفي أغلب ما نقلوه، أو لا يفيد على أ قل تقدير.
ومما لا جدال فيه انَ مقام الأنبيإء لا يجوز أن يُوهم ما يخدش العصمة،
ولا ينبغي أن تؤول أعمالهم بما ينزلهم عن درجة القدوة " أُوْلَيهكَ أثَذِينَ هَدَى أدئَه
فبِهُدَلهُمُ افتَدِ! " ا الأنعام: 0 9).
فعلى الباحث أن يراعي ذلك كل المراعاة، مضافأ إلى وجوب التقيد
بظاهر القرآن وصحيح الحديث، وهذه قصة اَدم عليه السلام، وافية بالشروط
السابفة، خالية مما انتقد على غيرها من كتب القصص والتفسير حالية بتحقيقات
را ئقة، ونكات شا ئفة، استنبطنا ها بفضل الله من مكنون الاَيات القرآ نية، ومضمون
الأحاديث النبوية، وتناولنا بعض ظواهر النصوص بما يزيل عنها الغموض
ويجلي الإشكال.
وكشفنا ما انحدر فيه بعض المعاصرين (1) من انحراف عن الجادة، ومَيْل
عن الصواب، عامدين إلى تحقيق البحث العلمي مجردأ عن الانحياز لرأي معين
ما لم يسنده دليل.
ثم تحدث عن حدوث العالم بعد ان لم يكن، ثم تحدث عن أول
المخلوقات، وصدر بحديث البخاري عن عمران بن حُصين عن النبي ع! يم قال:
"كان الله ولم يكن شي! غيره، وكان عرشُه على الماءِ، وكتبَ في الذكرِ كل
سي؟، ثم خلق السماوات والأرضَ ".
ثم ذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - في (صحيج مسلم) - عن
النبيئ! م قال: "إنَ الله كتبَ مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أن يخلقَ السماواتِ والأرضَ
بخمسينَ ألفَ سنبما، وكان عرشُه على الماءِ".
وفي حديث أبي رزين العقيلي - عند أحمد في (المسند) - عن النبي!:
" إنَ الماءَ خُلِقَ قبلَ العرشِ " وصححه الترمذي.
(1)
هو الشيخ عبد الوهاب النجار كما جاء في الصفحة (74).
109

الصفحة 109