كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

ثم تحدث عن أصل الإنسان، وعلاقته بالقرد، وأصل نظرية النشوء
والارتقاء. .
وذكر بعد ذلك مسائل منثورة عن ادم، كخلقه يوم الجمعة، وطوله، وأين
نزل في الأرض، وتفسير بعض الاَيات المتعلقة بآدم كقوله تعالى: " وَإد أَضَذَ
رَنجُكَ مِن بَغ "اَمَ مِن ظهُورِهِو ذُنِينَهُغ. . . " أ الأعراف: 72 1)، ومنثور ات أخرى
في غاية التحقيق والتدقيق، وجديد هذه القصص هي تحرير النصوص، وبيان
الصحيح منها، مع الضوابط التي نرفض بها الإسرائيليات والخرافات.
ثم تحدث عن قصة إدريس، ومَنْ هو، وزمانه، ومكانه، ونبوته
ورسالته وأولياته، وهل رُفع إلى السماء؟ وصداقته لملك الشمس، وصداقثه
لملك الموت، وهل كان إدريس حكيماً، وبعض ما سئه لقومه، وهل هو
إدريس؟ وغير ذلك مما يتعلق بهذا النبي الذي رفعه الله مكانأ علياً.
ثم عرض لقصة هاروت وماروت، وبيَّن اختلاف علماء الإسلام فيها،
فأنكرها بعضهم كالبيهقي وابن العربي المعافري وعياض والمنذري، ومنهم مَنْ
مال إلى إثباتها كابن جرير الطبري، وجمع ابن حجر طرقها في جزء مفرد، وقال
في (القول المسدَد): جمعتها في جزء مفرد يكاد الواقف عليه أن يقطع بوقوع
هذه القصة لكثرة الطرق الواردة فيها، وقوة مخارج أكثرها، ثم أوصلها
السيوطي في (التفسير المُسْند)، و (الدر المنثور) إلى نيف وعشرين طريقاً أغلبها
ضعيف او واهٍ.
ثم قال الحافظ السيد عبد الله رحمه الله: وقد تتبعتُ الطرق المشار إليها،
واعملتُ فكري فيها، فوجدتها قصة شاذة، منكرة المعنى، تخالف القرآن
والسئة، وقواعد العلم، هذا إلى تضارب الفاظها ورواياتها، وليس فيها حديث
عن النبي ع! يم صحيج سالم من علة. . .
وأنا مورد بحول الله تعالى بعض طرق القصة - وهي أجمع الطرق
وأوسعها، ثم أبين ما فيها من شذوذ ونكارة، ومخالفة وتناقض.
111

الصفحة 111