كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

ثم ذكر حديث ابن عمر من (مسند احمد)، وروايته الاخرى من (تفسير
سنيد) و (ابن جرير الطبري) وطريق عمر مولى غفرة - بضم الغين وسكون الفاء -
عند ابن المنذر في (تفسيره)، وهي اجمع ما ورد في هذ 5 القصة.
ثم كز عليها نقضاً، فالحديث الأول صخحه ابنُ حئان وحشَنه ابن حجر،
لكنه عند التحقيق بعيد عن الصحة والحسن، فهو من رواية موسى بن جبير
الأنصاري، عن نافع عن ابن عمر، وموسى قال فيه ابن القطان: لا يعرف حاله،
فهو مجهول الحال، وذكره ابن حبان في (الثقات) - بناء على قاعدته - وقال:
يخطئ ويخالف، وتابعه موسى بن سرجس عن نافع عن ابن مردويه، وهو
مجهول ايضاً.
وعلة أخرى: أنه من رواية ابن عمر عن كعب الاحبار كما هو عند
عبد الرزاق في (تفسيره)، فدار الحديث - إن صح - على كعب الاحبار، وبهذا
لا يصخُ رفع الحديث عن النبي -شًي!.
والحديث الثاني: هو رواية ثانية للحديث الأول، وليس حديثاً مستقلاً،
وهو من رواية الفرج بن فضالة وهو ضعيف، ومن اجله ذكره ابن الجوزي في
(الموضوعات).
والثالث: مرسل وهو ضعيف عند المحدثين: ومرسله عمر بن عبد الله
ابو حفص المدني مولى غفرة، ضعفه ابن معين والنسائي وتركه مالك. . .
أما من جهة مضمون هذه الأحاديث، فهي متناقضة من جهات:
أحدها: في سبب نزول هاروت وماروت إ لى ا لأرض.
وثانيتها: يذكر الطريق الأول للحديث ان الرهرة طلبت من الملكَيْن النطق
بكلمة الشرك، ثم قتل صبي معها، ثم شرب الخمر، بينما يذكر الطريق الثاني
انها طلبت منهما الاسم الذي يعرجان به إلى السماء، والثالث: يذكر انها طلبت
منهما السجود للصنم، ثم قنل زوجها، لا قتل صبي.
112

الصفحة 112