كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

منها، والعصمة صفة قائمة بالعبد تمنعه من الوقوع في المعاصي سواء كانت
الشهوة فيه أو لم تكن.
والتاسع: جاء في كثير من طرق القصة انهما عفَماها الاسم الذي يعرجان
به إلى السماء، وفي رواية أنه اسم الله الاعظم، وهذا لا يصح لوجهين:
أولاهما: ان الملائكة لا يحتاجون في عروجهم إلى السماء وهبوطهم
منها إ لى تلاوة أسماء.
ئانيهما: ان الاسم الأعظم لي! من السهولة بحيث يعلمانه المجوسية في
سبيل شهوة دنية. . .
إلى غير ذلك من وجوه الشذوذ والنكارة.
وبهذا النقض المحكم من جهة الأسانيد، وقواعد الأصول نتبئن أن السيد
عبد الله يستدرك على الأوائل بحجج لا تقل عن حججهم، وبقواعد يبتكرها كما
كانوا يفعلون، ولهذا كان يعرت قدر ما يكتب؟ فقد قال في صدر قصة داود عليه
السلام: هذا جزء في شرح قصة داود عليه السلام أتيت فيه بما لم أُسبق إليه
بحمد الله. . . فبعد أن طالعت جملة من كتب التفسير وغيرها لم أجدها قد
عزَجت على المعنى الذي ابتكرته، ولا حامت حوله، لغفلة أصحابها عن مراعاة
السياق، وهو أمر لازم لمن يريد ان يكتب التفسير ويفهم اَيات القرآن فهماً دقيقاً
بقدر الإمكان.
وقد ضرب عدة امثلة لغفلة جُل المفسرين عن مراعاة السياق.
ثم ذكر قصة داود عليه السلام الذي نسبت إليه الإسرائيليات اشياء لا
يقبلها عقل، ولا يرضاها لمسلم عادي، بله لنبي كريم.
فقال رحمه الله: قصة داود عليه السلام، أعني قصة الخصم المذكورة في
قوله تعالى: "! وَهَلْ أَتَئكَ نَجَؤا اَلخَضمِ إد دتسًوَرُوا اَلمِخ! ابَ " اص: 1 2)، وقد
افترق المفسرون ثلاث فرق في تفسيرها:
114

الصفحة 114