كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

والأنبياء الذين ذكروا في هذه السورة كلهم ابتلوا وامتحنوا وصبروا حتى
نجاهم الله، فذكروا هنا تسلية للنبي -حي! وتسرية عن فؤاده. .
ولهذا قال تعالى: " وَاَدبمُز" على سبيل التأشَي والتسلِّي " عَندَنَا دَا! دَ ذَا
اَ؟ فذ"، أي القوة على الطاعة والصبر والتحمل، " إتَهُ، أَؤَاب" اص: 17) كثير
الرجوع إلى الله في ا مور دينه ودنيا 5.
"! وَهَلْ" معناه في هذا الموضوع التعجيب والتشويق إلى استماع قصة
خصومة اساء الخصوم الأدب فيها على داود عليه السلام، فصبر على سوء
أدبهم، ولم يُعاقبهم مع انهم يسشحقون العقاب "أَتَئكَ نَجَؤا الخَقمِ إِذ دتسًوَّرُوأ
اَلص! ابَ " اص: 1 2) لِنزولهم من الشُور، ولم يأتوا من الباب، وهذا غير جائز
عرفاَ وشرعاَ، وهو اول أخطائهم التي ارتكبوها في حق ملكهم ونبيهم عليه
السلام.
وخطا ثان: وهوانهم لما راوه فزع منهم، لم يعتذروا له بقول لثن مثل أ ن
يقولوا: سامحنا فيما فعلناه، ولا تؤاخذنا، أو نحو هذا الكلام اللئن اللطيف،
الذي يعطف قلبه عليهم، ولكنهم قالوا: " لَاتَخَفآ " عبارة جافة لا أدب فيها
ولا ذوق، وتجاوز داود عنها ايضاَ " خَقحمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَكَ بَعْفِى! امحوُ بَتنَنَا بِآلْحَق
وَلَالشُطِط" اص: 2 2)، وهذه خطيئة ثالثة، خاطبوا نبياَ معصوماً، وملكاَ عظيماً
بقولهم: لا تشطط، مع أنهم بعض امته ومن رعاياه " إِنَ هَذَا أَخِى لَإُ تمِئع وًلتسْعُونَ
ئحة " اص: 23) انثى " هلىَ نجَة ؤَصِدَ! فَقَالَ أَكفِلْنِيهَا وَعَزَقِ فِى الخطَابِ "] ص:
23) وهنا جملة مقدرة وهي؟ وتمت الحجة للمدعي، وهي حقيقية، وذكرت
هنا في سياق الكلام عن صبر داود وتحفُله، وخصت هذ 5 بالذات، لأن داود
كان يمكن أن يعاقب مَنْ اساءوا إليه، وهم يستحفون العقاب، ولكنه فضَّل
الصبر والتحمل لأجل ان يتسلَى النبي -لمجي! ويتاسى بداود عليه السلام.
وقوله تعالى: " وَظَنَ دَا! دُ أَنَمَافَئةُ" اص: 4 2)؟ أي: ابتلينا 5 وا متحنا 5،
حين خاف من الخصمين حين تسوَروا عليه المحراب وهو في حضرة الله يعبد 5.
116

الصفحة 116